في ذكرى حريق سوق القيصرية الذي وقع قبل 23 عاماً، يستذكر أهالي الأحساء تلك الحادثة المؤلمة التي تسببت في دمار 80% من السوق، وفقد خلالها العديد من أصحاب المحلات تجارتهم وممتلكاتهم.
وكان يوسف البوحسن، أحد أهالي الأحساء الذين تعرضوا لتلك الخسارة، قد بدأ عمله في سوق القيصرية منذ أن كان عمره 9 سنوات، حيث تعلم حرفة الخرازة من والده، وعمل مع والده لأكثر من 70 عامًا.
مفاجأة غير سارة
وقال البوحسن في حديثه لـ ”اليوم“: ”كان حريق القيصرية مفاجأة لنا، فبعد صلاة الفجر من يوم الخميس 2 شعبان 1422 هـ.، وصلنا خبر أن السوق احترق من الشمال إلى الجنوب، وتم إبلاغنا أن من لديه مستلزمات أو بضاعة أهمية إخراجها ونقلها بعيداً عن الموقع“.
وأضاف: ”ووقتها تواجدت فرق الدفاع المدني وحاولت إخماد الحريق قرابة ثلاثة أيام حتى تم الإطفاء للحريق، كون الحريق كان مستمراً من أول القيصرية إلى آخرها“.
وأشار البوحسن إلى أن الحريق تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب المحلات، حيث فقدوا تجارتهم وممتلكاتهم، وتطلب الأمر سنوات طويلة حتى يتم ترميم السوق وإعادة افتتاحه.
القيصرية.. أكثر من مجرد سوق
وأكد أن حريق القيصرية كان له أثر كبير على المجتمع، حيث كان السوق يمثل أهمية كبيرة لأهالي الأحساء، وكان مقصداً للتجار والسياح من مختلف أنحاء المملكة والعالم.
وأضاف ”القيصرية بالنسبة للأحسائي ليس مجرد سوق للتبضع ولكنه تاريخهم العريق وذاكرتهم تعود بهم إلى 400 عام مضت، لم تأت النيران على اركان القيصرية فقط بل حرقت كل من شاهد منظر النيران.. فقد استطاعت الكارثة ان تنهي اكثر من 250 محلا تجاريا تراثيا. وتحرق تصاميم تعود إلى مئات السنين، وتحديداً إلى ما قبل عام 1862م“.تطوير وازدهار القيصرية
وأوضح أن سوق القيصرية اليوم أصبح أكثر تطوراً وازدهاراً، حيث أصبح من أهم المعالم السياحية في الأحساء، ويقصده الزوار من مختلف أنحاء العالم، مقدمًا شكره لحكومتنا الرشيدة التي قدمت كافة الدعم لإعادة بناء سوق القيصرية، وجعلته من أهم الوجهات السياحية في المملكة.
وقال البوحسن: ”والدي هو من حرص على أن أتواجد معه فلم يكن يتخلى عني مهما كانت الظروف، حيث اصطحبني معه لسوق القيصرية وأنا في عمر الـ 9 سنوات من أجل أن أتعلم حرفة الخرازة وتعلمت وعملت معه مدة طويلة وأصبحنا نصدر إنتاجًا كبيرًا وكنا نعمل الزرابيل بدلًا من (الجزمة) في وقتنا الحالي وهي عبارة عن صوف يوضع في الأعلى ومن الأسفل يكون جلد فهذا يخدم بشكل كبير وأهل البر كانوا يستخدمونه كثيرًا لمواجهة البرد، حيث لم تكن هناك جزم في ذلك الوقت، استمريت مع والدي، وكنت وقتها أدرس في الليل وأعمل مع الوالد في النهار.
تغير مواعيد السوق
وأضاف البوحسن: ”كان موعد فتح المحلات والبسطات في سوق القيصرية من الساعة 8 تقريبٍا إلى وقت أذان الظهر ثم يتم الإغلاق ونعود بعد صلاة العصر إلى المغرب فكان في الأول لا يتم فتح للقيصرية ليلًا فقط إلى وقت صلاة المغرب ويتم الإغلاق واستمرينا على هذه الحالة حتى تغير الوضع مع تغير السوق والمحلات وتنوع البضائع من دول مختلفة“.
وأكمل: كانت المحلات والدكاكين يباع فيها الأرز والقهوة والهليل وأغراض الأكل يوميًا أما نحن فكنا خرازين ونعتمد على البسطات والبعض يبيع الساعات أو السبحات أو الأحذية، أما اليوم فالوضع تغير حيث تشكلت الملابس والاحذية فأصبحت القيصرية مقصد فكل شيء تريده متوفر فالقيصرية لها اثر على المجتمع والحمد لله على بنيانها وعادت على ما هي عليه ونشكر حكومتنا الرشيدة على ما قدمت.