عبدالرحمن المرشد

يسار اعلى - الاثنين

@almarshad_1

- أتذكر قبل فترة من الوقت اثناء تجوالي في سوق الزل، دخلت احد المحلات التي تبيع خناجر وسيوف مصنوعة بأشكال جميلة جداً، وعندما سئلت صاحب المحل وهو مواطن من كبار السن عن تلك المصنوعات قال : إنها صناعة سعودية وأنهم يمتهنون ذلك العمل من سنوات عديدة، استغربت من الأمر وقلت إذا كان لدينا صناعات للخناجر والسيوف فأين هي؟ بالفعل لا أحد يعلم عن ذلك شيئاً، والأمر نفسه ينطبق على الكثير من الصناعات المحلية اليدوية التي اندثرت أو أوشكت على الاندثار،.

- لا تجد سوى محلات قليلة تبيع تلك الصناعات، الأحذية الشعبية التي كانت موجودة بكثرة قبل سنوات عديدة انتهت حالياً مع وجود مماثل لها من الخارج وبالكاد تجدها حالياً، أيضاً صناعات ( التوانك والبراميل بأحجام مختلفة ) من المعدن التي كان يصنعها كبار السن من السعوديين، وتستخدم لحفظ الماء والحبوب اختفت تماماً ولم يعد لها وجود، والأمر ينطبق على بقية مناطق المملكة، لو أخذنا الأحساء مثلاً اختفت الكثير من الصناعات اليدوية المهمة مثل صناعة الخوص والشباك والقوارب، وما زالت صناعة ( البشوت ) تصارع على البقاء، أما في نجران فإن الجنبية والسيف تعاني من نفس المشكلة، وفي الجوف تعتبر صناعة السدو تراثاً مهماً يوشك على الاندثار خلاف الكثير من المهن التي انتهت مثل ( البناء و استخراج اللؤلؤ والنجارة والحدادة ودباغة الجلود وصناعة دلال القهوة وغيرها).

- الانفتاح السياحي الكبير في المملكة يعزز من أهمية الحفاظ على صناعاتنا اليدوية لأنها تعتبر مصدر جذب سياحي مهم ومطلب لأغلب الزائرين الذين يحرصون على شراء تلك المنتوجات اليدوية كتذكار وهدايا لأقربائهم وأصدقائهم عند عودتهم، ولذلك من الأهمية تخصيص موقع تراثي في كل مدينة يحاكي طابع البناء لكل منطقة، يضم كافة الحرفيين والحرفيات السعوديين لعرض منتوجاتهم وبيعها للمستهلكين، هذا الموقع بالتأكيد سيصبح مزاراً سياحياً ومصدر جذب سياحي بحيث يأتي إليه السائحين من كافة دول العالم، كما أننا بهذا الموقع سنساعد الحرفيين على تسويق منتجاتهم وبيعها وبالتالي الحفاظ على تلك المهن من الاندثار مع سطو الآلة وغزو المنتجات الخارجية.