بيان آل يعقوب


حرب المواهب، حربٌ ضارية لا تشبه أي حرب،ويتابعها المراسلان الحربيان الحماس، والتشويق، وتخوضها المواهب، وهي قائدة الجيش، بسيفالتشجيع، وقوس الثقة، ورمح الصبر ضد عدوها قائد الجيش الاستسلام، وسيف الإحباط، وقوس الخوف، ورمح التهور، وستنتصر عليهم -بإذن الله- تعالى.
بدأت الحرب بالسيوف، وكان الاستسلام ممسكًا بسيف الإحباط، وتذكر الحماس كيف أن الاستسلاميأتي مع الإحباط، فيصبح الموهوبون كالأزهار الذابلة، ويوقفون أعمالهم، وأتت المواهب بسيف التشجيع، وهتف التشويق بأعلى صوته؛ لأن التشجيع حقق إنجازاتٍ فوق المقاييس، فيصبح الموهوب معه قويًا خلال عمله، واشتعلت الحرب، وانتصرت المواهب بسيف التشجيع على الاستسلام بكسر سيف الإحباط من أساسه الهش، وهتف الحماس، والتشويق فرحًا، وانسحب المحبطون بعيدًا.
انتصفت الحرب بالأقواس، وعاد الاستسلام بقوس الخوف المعروف بتأثيره؛ فهو خبيثٌ، ويصل لقلوب الموهوبين، فيتراجعون، ويخافون إكمال عملهم، وخرجت المواهب بقوس الثقة القاطع، وينظر للسماء قبل الإطلاق، فالثقة بالله تعالى، ثم الثقة بالنفس هو أساس العمل، وينطلق الموهوب بقوة، ونتيجة عمله فوق الممتاز، واشتعلت الحرب بصرخة الخوف، وأطلق كلاهما سهمًا على الآخر، فأصابت الثقة سهمها في قلب قوس الخوف، فانقسم لنصفين، وعلت الهتافات، جيش المواهب، وارتعب الاستسلام، ورأى الخائفين يهربون بعد هزيمة قوس الخوف.
ختام الحرب بالرماح، وخرج الاستسلام ثانيةً، وبيده رمح التهور ذي النظرة الحادة للخصم، وغضب الحماس، والتشويق من وجوده فهو يشبه العدوى ؛ فكلاهما ينتشر بين الناس بسرعة، وخرجت المواهب برمح الصبر ذي النظرة العميقة للخصم، فالتهور يجعل الموهوب يقوم بأعمالٍ تضيع عليه فرصًا جديدة، أما الصبر فيجعله يتأنى في اتخاذ القرار للفرصة التي أتته، وبعد نظراتٍ متبادلة بين الرمحين أطلقت المواهب مع الاستسلام في نفس الوقت رمحيهما، فأصاب رمح الصبر التهور في رأسه، فهرب المتهورون وتركوا الاستسلام.
في نهاية الحرب، رفع الاستسلام الراية البيضاء أمام المواهب، وسيف التشجيع، وقوس الثقة، ورمح الصبر، وأعلن الحماس، والتشجيع للجميع إنهاء الحرب بانتصار المواهب على الاستسلام، وعاد خالي الوفاض مع بقايا جنوده، وسيفه، وقوسه، ورمحه.
@bayian03