د.محمد العرب

- هل السلام الداخلي ناتج عن التجارب الحياتية أم عن التفكير الفلسفي والروحي ، هل النضج الفكري يمكن أن يؤدي إلى تحقيق السلام الداخلي، أم أنهما اثنان متلازمان بشكل طبيعي ، هل يمكن أن يكون السلام الداخلي متناقضًا مع الحالات الخارجية للفرد، أم أنه يعتمد فقط على الدوافع الداخلية ، هل يمكن للشخص الناضج أن يحقق السلام الداخلي بغض النظر عن الظروف الخارجية المحيطة به ، هل النضج الفكري يمكن أن يكون مصدرًا للسلام الداخلي...؟

- بعد الخمسين ، يتحدث الإنسان عن فترة من التجارب والحكمة التي تكونت عبر السنين لتصبح معركة السلام الداخلي أحد أهم الغايات التي يسعى الفرد لتحقيقها ، لما يعكسه السلام الداخلي من توازن الروح والعقل كونه أساس أسلوب الحياة الهادئ والمتزن و مفتاحًا للسعادة والرضا الذاتي.

- شخصيا اعتقد ان هناك خطوات مهمة يجب على الإنسان القيام بها لحسم معركة السلام الداخلي في الشوط الثاني من الحياة ، لذا ايها الخمسيني الرشيد كن واعياً لتجاربك الشخصية وتعلم منها وامنح نفسك الرحمة والصبر في كل موقف وابتعد عن السلبية واجعل التفكير الإيجابي عادة يومية.

- حدد أولوياتك وافهم ما يجعلك سعيداً وكن ممتناً للأشياء الصغيرة في حياتك وابتعد عن الأشخاص والأمور التي تسبب لك الضغط والقلق ، ثم داوم على ممارسة التأمل والاسترخاء بانتظام وابحث عن الهدوء والسكينة في حياتك اليومية وابتعد عن المقارنة بينك وبين الآخرين وكن أصدق مع نفسك... وجعل الرياضة عادة لذا قم بممارسة الرياضة بانتظام لصحة جسدية ونفسية قوية واحرص على تخصيص وقت لهواياتك المفضلة والأنشطة التي تسعدك وتعلم كيف تتغافل الأمور التي لا يمكنك تغييرها والنقاشات التي لا يمكن حسمها واهجر الجدال والمعارك العبثية الجانبية ، وابحث عن الدعم الاجتماعي وتواصل مع الأشخاص الذين يساعدونك على النمو الفكري بما يتناسب مع سن الأربعين ، فالنمو العشريني لديه مقومات ومنطلقات مختلفة عن النمو الأربعيني وما بعدها ، احترم وقتك الشخصي وقم بالقراءة والاسترخاء والتسلية ، وتقبل نفسك كما أنت مع كل نقاط القوة والضعف وكن مبادرا ومنفتحا للتغيير والتطور الشخصي وتقبل المتغيرات كجزء حتمي قدري لتطور الحياة وأساليبها ، وقم بعمل جدول زمني لتنظيم يومك وتحقيق ما تبقى من اهداف الشباب والاستعداد لاهداف المشيب ، عزيزي الخمسيني العالم يتطور بشكل سريع لذا عليك ان تتعلم فن الاستماع الجيد والإصغاء المسؤول والتواصل الفعّال فلكل زمان أساليب تواصل تتلائم مع تحدياته ومنطلقاته ، وابحث عن الجمال في الأشياء البسيطة حولك والهدوء الداخلي من خلال العمل على توازن حياتك الروحية والعقلية.

- انت ايها العشريني المقبل على الحياة ، استثمر اليوم في تطوير نفسك لتحصد الحكمة غدًا ، واكتسب المعرفة، واستكشف العالم، وتواصل مع الناس ، ولا تهمل القراءة ، فالتنمية الشخصية تمهد الطريق لتحقيق الأهداف والسعادة في المستقبل ولا تضيع الفرصة اليوم لتكون أفضل نسخة من نفسك غدا.

- وختاما تزوجها محاربة مخلصة وقوية لانك في غمار معارك الحياة قد لا تجد إلى جوارك عندما تحتدم الأمور غيرها، وهذا ما حدث معي شخصياً.