-اعتدت في أولى حياتي على لبس القبعة الصفراء، والتي أرى منها الحياة صافيةً بهيةً ولا غبار عليها، كالعالم الوردي الدارج بين الفتيات الذي يبعد عنه الخطأ تماماً، وبالتأكيد لا مكان فيه للخوف؛ ولا يوجد به إلا الجمال، الراحة، والسعادة، وبالتأكيد لم يكن لبس هذه القبعة بملء ارادتي، فهي الفقاعة التي وضعني فيها والدَّي لسعادة طفلتهما، ومنها تأقلمت وآمنت بها.
-وفي المراهقة، مسّنِي ما يفجر هذه الفقاعة بشكل دوِّي، ودون سابق انذارٍ واجهت أولى تحدياتي، بمفاجأة من والدتي المتألمة التي تحتاج إلى الذهاب العاجل إلى الطبيب، وقد كان منزلنا مليء بالضيوف، فوجهتني بأن أفعل ذلك وذاك، وألا أخبر أحد حتى لا يتكدر صفو ضيوفنا، ثم ذهبَت! لم يكن لي حينها وقت لأعبر عن خوفي أو أن ألتقط أنفاسي حتى! وما كان مني إلا أن ألتزم بالتعليمات، ونفذت ما علي، حتى دنى النسوة إلى وجبة العشاء، ثم هربت مسرعةً إلى خلف باب المطبخ لأعتق دموعي التي وقفت معي وقفة شجاعة، بعدم انهمارها لوقتٍ كافيٍ حتى أنهي ما علي من التزام؛ ثم حان وقت العودة إلى الطفولة، وكان لها ما ارادت؛ وما إن انتهت دموعي، تسألت! هل كبرت؟ هل تعلمت كيف يمكنني أن اتصرف في أي موقف؟ ما هي الاحتمالات التي كان من الممكن أن أقوم بها لئلا أفقد ثقةَ أحدٍ بي، وأن أكون عند حسن ظنه؟ كيف لي أن أحمي نفسي من مفاجأة قد تكسرني أو جزءً مني؟
-ها قد كبرت الآن ولا بد أن أنظر بطريقة مختلفة؛ وانزلت قبعتي الصفراء، وارتديت قبعتي الجديدة ذات اللون الأسود، فهي الأمان الأكبر، فلكل خطوة أو قولٍ مساحةً كبيرة من السلبيات التي قد تحدث، ولابد أن أعي وجودها، وأخطط بماذا لو حدثت!
-متعبةً جداً، الحماية المرضية! والبحث عن التفاصيل الدقيقة للسواد! وقد كان لغايتها تحقيق فعليٌ للحماية، ولكنها إنهاك فكري، جسدي، وابعادٌ تام عن الحياة الحقيقية؛ وصدقاً هي سوداء حالكة تجذبك إلى القاع، وتخاف من أي إيجابية قد تحدث، وتشعر منها بأن هنالك خطأ قد حدث! فالتحليل كله أسود إلا ركنٍ صغير أصفر! ومن هنا كان إنزال هذه القبعة ضرورة؛ معلنةً عن ترقيتي إلى النضج، فوضعتها جنب قعبتي الصفراء السابقة، وسرحت فيهما!
-التخطيط الجيد والنظرة الشمولية، والتحقق من ابعاد القرارات بجميع جوانبها الإيجابية والسلبية ممتاز، ولكن عليك أن تنظر إلى الجانب المشرق دائماً وتسعى إليه، مع علمك بالسلبيات التي قد تصادفها في أمورك دائماً، وإن حدثت أي أخطاء، لا تجعلها تُعلِّم عليك، بل تعلَّم منها.
@2khwater
-وفي المراهقة، مسّنِي ما يفجر هذه الفقاعة بشكل دوِّي، ودون سابق انذارٍ واجهت أولى تحدياتي، بمفاجأة من والدتي المتألمة التي تحتاج إلى الذهاب العاجل إلى الطبيب، وقد كان منزلنا مليء بالضيوف، فوجهتني بأن أفعل ذلك وذاك، وألا أخبر أحد حتى لا يتكدر صفو ضيوفنا، ثم ذهبَت! لم يكن لي حينها وقت لأعبر عن خوفي أو أن ألتقط أنفاسي حتى! وما كان مني إلا أن ألتزم بالتعليمات، ونفذت ما علي، حتى دنى النسوة إلى وجبة العشاء، ثم هربت مسرعةً إلى خلف باب المطبخ لأعتق دموعي التي وقفت معي وقفة شجاعة، بعدم انهمارها لوقتٍ كافيٍ حتى أنهي ما علي من التزام؛ ثم حان وقت العودة إلى الطفولة، وكان لها ما ارادت؛ وما إن انتهت دموعي، تسألت! هل كبرت؟ هل تعلمت كيف يمكنني أن اتصرف في أي موقف؟ ما هي الاحتمالات التي كان من الممكن أن أقوم بها لئلا أفقد ثقةَ أحدٍ بي، وأن أكون عند حسن ظنه؟ كيف لي أن أحمي نفسي من مفاجأة قد تكسرني أو جزءً مني؟
-ها قد كبرت الآن ولا بد أن أنظر بطريقة مختلفة؛ وانزلت قبعتي الصفراء، وارتديت قبعتي الجديدة ذات اللون الأسود، فهي الأمان الأكبر، فلكل خطوة أو قولٍ مساحةً كبيرة من السلبيات التي قد تحدث، ولابد أن أعي وجودها، وأخطط بماذا لو حدثت!
-متعبةً جداً، الحماية المرضية! والبحث عن التفاصيل الدقيقة للسواد! وقد كان لغايتها تحقيق فعليٌ للحماية، ولكنها إنهاك فكري، جسدي، وابعادٌ تام عن الحياة الحقيقية؛ وصدقاً هي سوداء حالكة تجذبك إلى القاع، وتخاف من أي إيجابية قد تحدث، وتشعر منها بأن هنالك خطأ قد حدث! فالتحليل كله أسود إلا ركنٍ صغير أصفر! ومن هنا كان إنزال هذه القبعة ضرورة؛ معلنةً عن ترقيتي إلى النضج، فوضعتها جنب قعبتي الصفراء السابقة، وسرحت فيهما!
-التخطيط الجيد والنظرة الشمولية، والتحقق من ابعاد القرارات بجميع جوانبها الإيجابية والسلبية ممتاز، ولكن عليك أن تنظر إلى الجانب المشرق دائماً وتسعى إليه، مع علمك بالسلبيات التي قد تصادفها في أمورك دائماً، وإن حدثت أي أخطاء، لا تجعلها تُعلِّم عليك، بل تعلَّم منها.
@2khwater