د. شجاع البقمي


- حينما تتفق بيوت الخبرة العالمية على معدلات نمو إيجابية متوقعة لأي اقتصاد؛ هي ترسل من خلال ذلك مؤشرات مهمة من شأنها تحفيز المستثمرين على ضخ المزيد من الاستثمارات، وفتح أفق أكبر للاستفادة من الفرص الهائلة التي يزخر بها هذا الاقتصاد.
- هذا الاتفاق عادة ما يكون مبني على ظروف مهيأة تساعد على تحقيق معدلات النمو المتوقعة، إلا أن الجديد في الاقتصاد السعودي أنه تجاوز ولله الحمد كل الظروف الصعبة التي مر بها الاقتصاد العالمي خلال السنوات الخمس الماضية، وصولاً إلى تطورات إيجابية يشهدها اقتصادنا الوطني على صعيد نمو القطاع غير النفطي، وحيوية مبادرات وبرامج رؤية 2030، وفاعلية الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي عملت عليها الحكومة خلال السنوات الماضية.
- تشير معظم توقعات بيوت الخبرة العالمية على أن الاقتصاد السعودي سيحقق معدلات نمو تتخطى حاجز الـ4% خلال 2024؛ وهي معدلات نمو تعتبر لافتة جداً في ظل الظروف التي يشهدها الاقتصاد العالمي اليوم والتحديات الأخرى المؤثرة عليه، إلا أنه تبرهن هذه التوقعات حجم الموثوقية العالية التي يحظى بها اقتصادنا المحلي، وقدرته على جذب الكثير من الاستثمارات، وخلق آلاف الفرص الاستثمارية الواعدة.
- ومع مطلع هذا العام؛ بدأت المملكة تنفيذ قرارها الذي يقضي بعدم تعامل القطاع والجهات الحكومية ونحوها مع الشركات العالمية التي ليس لها مقر إقليمي في السعودية، وهو القرار الذي تم الإعلان عنه منذ وقت مبكر، ودعم بشكل واضح تركيز الشركات العالمية على أن تكون مقارها الإقليمية في المملكة؛ حيث الفرص الاستثمارية، والاقتصاد الحيوي، والإمكانات الهائلة.
- وفي الأسابيع الأولى من هذا العام أيضاً، أعلن مركز الإقامة المميزة عن إطلاق 5 منتجات جديدة، تنسجم بشكل واضح مع مستهدفات رؤية 2030 وبرامجها الوطنية المنبثقة منها، وتمنح الراغبين فيها من الأجانب مواكبة أعظم قصص نجاح القرن الـ21، ورؤية كل التطورات التي يشهدها هذا الوطن العظيم.
- هذان القراران وبدء تنفيذها في مطلع عام 2024؛ سيكون له إسهام واضح في دعم معدلات نمو القطاع غير النفطي في الاقتصاد السعودي خلال هذا العام، وأضف إلى ذلك الفرص الاستثمارية الهائلة التي تم الإعلان عنها في قطاع التعدين، وفي قطاع الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والنقل، والصناعة، وفي القطاع المالي، وفي السياحة، وغير ذلك من القطاعات.. فعلاً الاقتصاد السعودي الأكثر حيوية وقوة ومكانة.
- المستثمرون في السعودية يدركون تماماً أن الفرص تتجدد.. وأن السعودية هي الوجهة الاستثمارية الأكثر جاذبية.. والأرقام تبرهن تدفق هذه الاستثمارات بشكل واضح، وتزايد رصيد الاستثمار الأجنبي داخل الاقتصاد السعودي وبلوغه مستويات جديدة عبر معدلات نمو واضحة ومحفّزة في الوقت ذاته.
@shujaa_albogmi