بيان آل يعقوب


- أرجوحة التطوير.. هي أرجوحةٌ في منتصفها كرسي التغيير الذي يتأرجح بين منطقتي التخطيط، والتنفيذ، ويقوم المفكر باختيار فكرةٍ لدعمه بمشروعه، فعلى كرسي التغيير ستجلس البيروقراطية، والتسرع، والمنطق، لاختيار الأنسب منهم.
- البيروقراطية.. هي الفكرة الأولى التي جلست على كرسي التغيير، وبدأ المفكر بنقلها للتخطيط، وأمسكت نظارتها الكبيرة، وأعطته تعليمات تدقيقية، واستنكرالمفكر ذلك، وطلبت منه البقاء لمدة أطول، والعودة للوراء ببطء، فالبيروقراطية تحب التفاصيل العميقة للموضوع، وتخشى التقدم، ونادرًا ما تبصر إنجازاتها النور إلا بشق الأنفس، وحاول المفكر أرجحتها للأمام لكنها رفضت، لأنها تخشى النظر للأمام فترى القلق يلهو أمامها، فغضب المفكر، وأنزلها من كرسي التغيير بعدما آلمته يداه من إمساكها.
- التسرع.. الفكرة الثانية التي جلست على كرسي التغيير، وكانت تنظر للأمام فحسب، وعندما أراد المفكر إعادتها للوراء اعترضت، وطلبت منه أرجحتها للأمام، وكانت تنظر للأمام، وتغضب كلما عاد الكرسي للخلف، فالتسرع يكره التخطيط، ويتوق للتنفيذ، ويرى المغامرة تضع خريطةً لما يريد، ويسعى في سبيل عبورها بالكامل، أما التخطيط فليس في قاموس التسرع إطلاقًا، فهو يراه مضيعةً للوقت، وحاول المفكر إثناءها بلا فائدة فأنزلها هي الأخرى من كرسي التغيير، وهو يشعر بآلام في ظهره.
- المنطق، الفكرة الأخيرة التي جلست على كرسي التغيير، وكان المفكر خائفًا مما ستفعله، ولكنها طلبت منه العودة للوراء قليلًا، وبدأت بالتأرجح حتى وصلت للوضع الممتاز، وطلبت منه البقاء عليه، والزيادة التدريجية مع الحذر، فهكذا يفسر المنطق الأمور، فهو يرى الأمور عن قرب، ويختبرها، ويسير على ذات المنوال حتى يصل للنقطة الحاسمة، ويمكنه الزيادة، أو النقصان حسب معايير يحددها بنفسه، وهذا ما أذهل المفكر، وأنزلها من الكرسي، وأعلن اختيارها للعمل معه في مشروعه.
- حسمت أرجوحة التطوير موقف المفكر، وأعلن ترشيحه للمنطق، لما رأى من وجهة نظرها للتخطيط، والتنفيذ، وأهمية تقييمهما للخطوات التالية -بإذن الله-، ولكنها طلبت منه النظر للبيروقراطية، ونظرتها العميقة للتخطيط، ونظرة التسرع الأمامية المشبعة بالمغامرة، وهكذا بدأ المفكر مشروعه، بالاعتماد على المنطق، وبالموازنة بين البيروقراطية، والتسرع.
@bayian03