- عندما تشاهد أكوام الأطعمة التي ترمى بجوار براميل النفايات في الأحياء يعتصرك الألم وتشعر بالمرارة والأسى جراء ذلك، وتتحسر على تلك النعم التي تلقى بكل إهمال راجين ألا يؤاخذنا الله.
- إهدار النعم بهذه الطريقة مخالفة صريحة لشرع الله الذي حثنا على حفظ النعمة وعدم رميها بهذه الطريقة بل الأفضل توزيعها على المحتاجين والفقراء، ولن أقول كما يقول البعض: إذا أولمت لأهلك وأقاربك فاقتصد أو ضع القليل من الأطعمة، بل ضع ما يشرفك ويعطي مدعويك حقهم ولكن في المقابل لا ترمي بقايا تلك الأطعمة بجوار النفايات من خلال التنسيق مع إحدى الجمعيات الخيرية التي تمتلك قوائم بالأسر المحتاجة، وتقوم بتوزيع فائض تلك النعم عليهم بعد ترتيبها وتنظيفها بشكل جيد.
- يوجد العديد من جمعيات حفظ النعمة في المملكة التي تؤدي أدواراً في هذا المجال، ولكنها أدوار خجولة لا تحقق جزء بسيط من هدف إنشائها، ربما يكون لها تواجد في بعض المناسبات الكبيرة المحدودة، ولكن فيما يتعلق بفائض الأطعمة من المنازل وما يقام فيها من مناسبات، فإن تلك الجمعيات غائبة عنها برغم أنها تشكل نسبة كبيرة من الهدر الغذائي، خلاف المطاعم وما تقوم به من تجاوزات بهذا الخصوص.
- أعتقد أن وجود حاويات كبيرة لحفظ النعمة في كل شارع من شوارع الأحياء مطلب مهم لنستطيع التخفيف من ذلك الهدر الصادر من المنازل مع ضرورة التأكيد على أصحاب البيوت بوضع الأكل مغلفاً نظيفاً حتى تتم الاستفادة منه مرة أخرى - مع إدراكي التام أن أصحاب تلك المنازل على درجة من الوعي ولن يضعوا إلا الأطعمة النظيفة المرتبة بشكل جيد - ويمكن لجمعيات حفظ النعمة التنسيق مع الجمعيات الخيرية المختلفة للمساعدة في نقل وتوزيع تلك الأطعمة على محتاجيها.
- جمعيات حفظ النعمة بوضعها الحالي لا نعلم عنها إلا من خلال حضور مسؤوليها في وسائل الإعلام أو من خلال تواصل بعض أصحاب المناسبات ليأتوا إليهم فقط وما عدا ذلك لا نراهم، العمل بهذه الطريقة غير مجدي ويحتاج تفعيل أكبر لنحقق الهدف المنشود.
@almarshad_1