مطلق العنزي يكتب:


من أكثر الأقوال خطورة في عالم اللغة والكتابة القول المأفون «خطأ شائع خير من صحيح ضائع»، أو «خطأ مشهور خير من صواب مهجور». ويروج هذا العدوان المبين على اللغة ومبدعاتها، المغرورون الضحالى، والشعوبيون أو الكسيحون الطفيليون في عالم الكتابة. والأدهى والأمر أن «أدباء» ومثقفين يساهمون في ترويج الأخطاء والشنائع، على أنها لغة معاصرة.
كتب اللغوي الدكتور محمد الطيان قدحاً استنكارياً لمروجي هذه الفرية في طول جغرافيا الأمة وعرضها.
ورأيي أن الخطأ يستمر خطأ وإن عمر دهوراً.
والخطأ اللغوي ركيك وسيء ولن تصلحه الدهور، ولن يجمله الكسيحون الضيقو الأفق الذين يقدمون الأعذار لتتفشى مفردات عشوائية وأسلوب ركيك، يفتقر لأي إبداع.
ومن أكبر الموبقات في أوساط الإعلاميين والكتاب، رجالاً ونساء، وحتى كبارهم مع الأسف، أنهم يستعملون مفردات لا معنى لها وأوصافاً ركيكة، لأنهم يفتقرون للثقافة اللغوية المبدعة، والمتابع للشريط الاخباري في «كل» القنوات العربية، بل وفي اكثرها ابهة وتضرب في أمجادها ولمهنيتها الطبول، مثل BBC عربي، والجزيرة والعربية وسكاي نيوز والحرة وفرانس 24..إلخ. سيجد يومياً أخطاء لغوية مهنية، ولا أقصد بذلك الأخطاء البشرية المطبعية، وعند كبار المحررين الصحفيين والإعلاميين العرب في ألمع المؤسسات الصحفية، مشكلة مع صفة «كبير» نادراً ما يكتبونها صحيحة، فنقرأ: «عدد كبير» و«قلق كبير»، و«إقبال كبير» بل ويكتبون «مساحة كبيرة»!. واللغة المتمكنة أحد أهم متطلبات المهنية الصحفية والإعلامية، لأن اللغة مهارة (وإن شئت التقول «أداة») عمل يومي للصحفيين والإعلاميين، وإذا وجدت صحفياً أو إعلاميا أو كاتباً يجهل القواميس اللغوية أو لا يرجع إليها يومياً فاعلم أنه كسيح مهنياً ويفتقر للإبداع.
وأقول، للمتدربين الصحفيين والإعلاميين، «دع المتلقي يعلم ويتمتع»، بمعنى زوده بالمعلومات وأجعله يتمتع بالأسلوب ومؤثرات اللغة وقوة المفردات التي يمكن أن تكون صوراً خلابة مبدعة ومؤثرة.
وصحيح الكتاب والصحفيين والإعلاميين مثلي، لا يمكنهم الإحاطة بعلم اللغة مثل المتخصصين، لكن علينا أن نلم يومياً بثقافة لغوية تمكنا من أداء مناسب.
 وتر
يجول أمرؤ القيس في اليمامة وكرائم واحاتها..يطفيء ظمأه في عيون القصيم وغضاها وغدران يذبل
والأفلاج، والوادي الخصيب.. ويضرب معشاه ويبكي بسقط اللوى بين الدخول فحومل..
ليصور وجده وأناشيده الخالدة
@malanzi3