- يركز البعض على ضرورة التوافق العمري بين الزوجين، وأنه أساس من أساسات نجاح الحياة الزوجية.
ثم بعد ذلك ينتقل الحديث إلى كم هو الفارق العمري المناسب بين الزوجين، ولصالح من؟! ولا تجد اتفاقاً.
ينتج من الانشغال وضع سن معينة للبنات، ومن فاتها الزواج فاتها القطار.
هل هذا هو الصحيح؟
- ليس هذا الصحيح، فالتقارب العمري مهم، ولكن له ليس شرط يتوقف عليه نجاح الزواج، فالحب لا يعرف العمر، وكم من زواج متقارب كانت نهايته الطلاق، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ينقض هذا، فهل كان هناك زواج أكثر بركة وأعظم تأثيراً وأقوى استقراراً من زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، لقد كان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما تزوج خديجة 25 عاماً، وعمرها 40 عاماً، بفارق 15 سنة لصالح الزوجة، ومع ذلك فقد كانت أعظم شريكة وداعم للنجاح، وقد رزق منها بالولد ولم يرزق من غيرها إلا إبراهيم من مارية القبطية، فقد ولدت له خديجة: أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.
- تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوماً من الايام فادركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك اللّه خيراً منها، فغضب حتّى أهتز مقدَمُ شعره من الغضب ثم قال: لا واللّه ما أبْدلَني اللّه خيراً منها آمنَتْ بي إذْ كَفَر الناسُ وصدَّقتني وكذَّبني الناسُ وواستني في مالها إذ حرمني الناسُ ورزقني اللّه منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء، قالت عائشة فقلت في نفسي: لا أذكرها بسيئة ابداً.
- وأجدادنا ساروا على ذلك، فلم يكن العمر هو أول أولوياتهم، إذن، ابحث عن صلاح شريكك ولا يكن العمر هو أساس أولوياتك.
@shlash2020