وليد الأحمد


-عاتبني المذيع والأكاديمي المتخصص في الإعلام، عبدالمحسن القباني استشهادي الدائم في مقالات بقصص ودراسات من أمريكا وبريطانيا والغرب، ولا سيما تلك التي يكون موضوعها في مجال التسويق! وكأن العالم ليس فيه شرق وغرب، منبهاً إلى أن شرق العالم حيث الصين واليابان وكوريا الجنوبية هو الأكثر نمواً وحيوية وجدير أيضاً بالاستشهاد وأخذ العبر.
-حاولت التبرير ولكن ما لبثت أن اكتشفت ضعف حجتي عن «حاجز اللغة»، لذا استسلمت لعتبه ووعدته بأن أكتب قريباً عن السوق الآسيوي،إلى أن أتاني الفرج في صورة رابط لمقال عن التسويق في الصين على موقع لنكد إن، كتبته الزميلة المتخصصة في التسويق هتاف المحيميد، إذ وجدت فيه ما أبرُّ به وعدي وأحفظ به عهدي مع أحد المتابعين لهذه الزاوية، فالمشهد الاستهلاكي في الصين يبدو فريد من نوعه لعدة أوجه ليس أولها تعداده المهول بأكثر من 1.4 مليار نسمة، والسكان المنضبطون في العمل يمتازون أيضاً بالذكاء الرقمي أو النزعة الرقمية والشغف بالانترنت.
وبالقدر الكبير من الفرص التسويقية التي تقدمها هذه الوصفة للسوق الصيني، إلا أنها تعني قدراً أكبر من المنافسة والتحديات والحاجة للابتكار في مجال التسويق، لذا تكافح أساليب الإعلان التقليدية لجذب انتباه المستهلكين الذين يتجهون بشكل متزايد إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للحصول على توصيات ومراجعات المنتجات، ويزدهر التسويق بالاعتماد على المؤثرين أو ما يعرفون بــ قادة الرأي الرئيسيين Key Opinion Leaders أو اختصاراً KOLs ولا تجد شركات صينية عملاقة بحجم «علي بابا» غضاضة في الاعتماد عليهم، مع التشديد على أهمية المصداقية في المعلومة بواسطة KOLs حتى لا تتحول الحملية التسويقية إلى أزمة مضرة بالعلامة التجارية، وهنا تورد المحيميد مثالاً من الصين أيضاً في العام 2019، حين واجهت إحدى الشخصيات المؤثرة في عالم التجميل، ردود فعل عنيفة عندما اختلف مظهرها في بث مباشر اختلافاً جذرياً عن الصورة المعدلة التي ظلت تنشرها لنفسها، ما أثر على مصداقية الشخصية وسلباً على العلامة التجارية التي تعاقدت معها.
@woahmed1
المشهد الاستهلاكي في الصين يبدو فريد من نوعه لعدة أوجه ليس أولها تعداده المهول