أ.د.هاني القحطاني


- للجامعة، أي جامعة من مسماها نصيب، الجامعة اسم جامع لكل شيء، من حيث المعنى هي تجمع أكاديمي لعدد من الكليات في مختلف التخصصات التنموية التي يحتاجها المجتمع، ومن حيث الإدارة والكوادر الأكاديمية والإدارية والطلاب، الجامعة جمع غفير لعدد من الناس الذين يدرسون ويعملون فيها.
- للجامعة مكانة خاصة لدى كل من كان له ارتباط بها، فللخريج، تبقى أيامها ذكرى عزيزة على نفسه، فهي تتوافق مع ريعان الشباب في المرحلة الجامعية حيث يكون كل شيء واعدا ومشرقا، فقط افتح حوارا مع كل خريج «كل طالب جامعي آنذاك» وسوف تسمع ما يشفي غليلك من ذكريات محملة بشتى القصص وما أكثرها، مرحلة الدراسة الجامعية فترة ذهبية لا تتكرر يعيش فيها الطالب الجامعي أزهى فترات حياته، هو لا يدرك قيمتها، لكنها ستصبح في مقتبل العمر أغلى ذكرياته بكل ما اختزنت من مشاعر بحلوها ومرها.
- عندما تقترن المرحلة الجامعية بالوظيفة لتمتد لمسيرة خدمة وظيفية كاملة عندها تصبح الجامعة ليس مجرد ذكرى عابرة بل تصبح البيت والمنشأ والأسرة، في جامعتي تعلمت ودرست وطورت قدراتي الأكاديمية والإدارية، وحظيت بشرف تعليم أعداد كبيرة من الكوادر الوطنية الذين يسهمون في مسيرة التنمية، وفي جامعتي بنيت ذكريات جميلة لا تنسى، باختصار في جامعتي عشت حياة هي مصدر اعتزاز لي.
- كل هذا الارتباط وهذه الذكريات تنتهي في لحظة يتوقف عندها الزمن، يبقى تسليم بطاقة الوظيفة الجامعية للجامعة في إجراء اعتيادي لكل خريج وإداري وأكاديمي كلحظة فارقة في حياته، لكنها في الجامعة تتخذ أبعادا رمزية أخرى، عندما تسلم بطاقة الجامعة فأنت تسلم تاريخك الذي يربو على الخمس وأربعين عاما لأرشيف الجامعة، هنا، البطاقة ليست مجرد قطعة من البلاستيك تحمل اسما ورقما ومسمى، إنها أكثر من ذلك بكثير، بطاقة الجامعة هي اختزال لمسيرة الفرد في جامعته، في حياته، وعلى عكس معظم البطاقات التي يمكن إعادة إصدارها فإن بطاقة الجامعة للخريج والمتقاعد غير قابلة للتجديد، أنها قطعة منه.
- الجامعات مؤسسات أكاديمية بامتياز، غير أنها في كثير من الدول تدار كأي جهاز آخر، وهنا تفقد الجامعة تميزها، إن أخطر ما يواجه الجامعات هو تغليب التوجه البيروقراطي على التوجه الأكاديمي، هنا يتعطل الجانب الأكاديمي، وإذا ما حدث ذلك فإن الجامعة كمؤسسة أكاديمية تتأثر بذلك على كافة الأصعدة سواء على جودة خريجيها وبحوثها ومشاركتها المجتمعية وتصنيفها الدولي.
- تبقى مجالس الأقسام في الكليات القلب النابض لكل كلية وجامعة، القسم الأكاديمي هو المصنع وورشة العمل التي يتم فيها تأسيس توجه القسم ومخرجاته، الأعضاء هم المسؤولون مباشرة عن جودة منتجهم، وهم كوادر أكاديمية بامتياز هم من يرفد طلبتهم بما يحتاجونه من معرفة لمواصلة عملية التنمية كل في مجال تخصصه.
- وجامعتي كما الآلاف من أقراني «جامعة الملك فيصل، جامعة الدمام، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل» مصدر اعتزاز وفخر لكل طالب وخريج وأستاذ.
artilligraphy@gmail.com
الجامعات مؤسسات أكاديمية بامتياز، غير أنها في كثير من الدول تدار كأي جهاز آخر وهنا تفقد الجامعة تميزها