ماجد السحيمي يكتب:


- تبقى القليل على شهر رمضان المبارك جعلنا الله وإياكم ممن يدركون بخير وعافية، وحتماً ستتسابق محتويات الفن على شاشات التلفاز والجوال وسأقول لكم من الآن لا تنتظروا شيئا مميزاً ولا محتوى عالي الجودة ، 90% من هذا المحتوى مكرر ولا تتغير منه إلا القشور، قصص حب، أو من باقي الشركة، أو تهريب مخدرات.
- انتبهوا، لا أحد يضحك علينا ويقدم لنا وجوها جديدة، هي نفسها ولكن عمليات التجميل والشد والحقن توهمنا أنهم وجوه جديدة، ورغم تعدد الإمكانات وتنوع مصادر الأفكار والتغيير إلا أن المستوى الفني ركيك وليس الفكرة فحسب، بل حتى أداء الممثلين والمقدمين، تعابير مصطنعة ومبالغة وكلام مكرر.
- الغريب العجيب لو قارنا المحتوى الفني الآن وقبل 40 عاما، لوجدنا بونا شاسعا في شح المعلومات والمصادر والتواصل وكل شيء، لا إنترنت ولا جوال ولا تطبيقات ذكية، ولكن هيبة الفكرة وارتقاء جودتها جعلها تتسيد المشهد عقودا من الزمن، إمكانات بسيطة وأدوار أبسط وسهولة في الأداء ولكن جودة جبارة صامدة رغم كل المحاولات للقفز عليها وتجاوزها، من يصدق أن المسلسل الأسطوري درب الزلق تم تصويره في أقل من شهر، ومن يصدق أن فلم عمر المختار تم تصويره في وسط الصحراء عام 1982، وكذلك فلم الرسالة، أدوار عظيمة يقوم بها الممثلون، صوت واضح وحركة جسد رائعة ومخارج كلمات صحيحة وتداخل ممتاز بين كل الأصوات، لا «لزمات» ولا «هبّات» ورغم أن الممثلين من دول مختلفة، وبالتالي لهجات مختلفة ومع ذلك لا تكاد تفرق بينهم لأنهم يتحدثون لغة واحدة صحيحة.
- اليوم لا نشاهد محتوى ولا فكرة، نشاهد ما تطلبه الجماهير، شاب يرونه وسيما أو فتاة يرونها جميلة قد لا يكون لهم أي باع في الفن ولم يقفوا يوماً إلا أمام كاميرات الجوال، فجأة يصبحون أبطال للمسلسل فقط لان الجماهير تريدوهم، هذا دليل واضح ومتكرر على أن الجودة للعمل الفني هي آخر هم كل من يقف وراء هذا العمل، ولو نجح فإنه نجاح هش للغاية لفترة قصيرة جدا حتى يأتي عمل آخر أكثر هشاشة فيغطي عليه.
- قد يقول البعض أنني متشائم والصحيح أنني واقعي، فنسبة 90 % من المحتوى الفني هابط في جودته وكفيل بالحكم ولو تبقى 10% من الجيد الذي يستحق الإنصاف والإشادة فيبقى أنه غير كاف.
@Majid_alsuhaimi