-المتعارف عليه أن الأغلب لا يندمج مع التغيير سريعاً، وإن قسمنا الأغلب إلى قسمين، فالجزء الأول منهم محاربين له، فاندماجهم معه يكون متأخراً، والجزء الأخر مختلفين معه! من باب الاعتياد على الشيء، ولكن لا يطول انضمامهم مع المتقبلين؛ أما الفئة الأخرى من الناس وهي الفئة المسالمة، لا تهتم لمثل هذه التغيرات، وإنما همها الأكبر هو التجربة، وكسر النمط.
سابقاً كان يوم السبت من الأيام الثقيلة على الناس، لأنه ارتبط بتعكير مزاج الموظفين والطلاب بإعلان بدء يوم العمل، أو الدارسة؛ حتى أنه المسكين كان اسمه من المفردات التي تُقال بنية الشتم، ولا ننكر بأن بقايا صغيرة جداً من ذكرى كرهه متبقية عند الناس وخصوصاً الأجيال الطيبة.
-حالياً وُجِّهت هذه المشاعر إلى يوم الأحد؛ الذي كان يختبئ خلف يوم السبت؛ ويخرج لسانه عليه، لأنه من الأيام الوسطى للأسبوع فلا مشاعر مركزة نحوه، فتركيز الناس على كره يوم السبت ومحبة يوم الأربعاء فقط؛ ولكن هيهات أيها الأحد، فقد أتى دورك لتحمل ما حمله يوم السبت لسنوات كثيرة، وليرتاح ويخف ذكره بين الناس؛ وأما فيما يخص يوم الخميس، فقد أخذ الحظ كله وغرق في محبة الناس له؛ فوضعه آمن ولحنه منتشر.
- مؤخراً بدأت تظهر رجفة يوم الإثنين، خوفاً من أن يكرهه الناس بسبب معاصرته لكره الإثنين قبله، فقد وصلته بعض الأخبار المتداولة التي تقول بأنه سيستلم راية يوم الأحد، فما كان منه إلا أن يعبّر عن قلقه، ويمرر للناس الكثير من المعلومات، ليثير رأي الأغلب بالرفض، محاولةً منه دحض هذه الأخبار واماتتها!
لكني قد أشفق عليه قليلاً، لأن يوم الأحد لم يطل مقامه على عرش الكُره مثل يوم السبت المسكين، وبالتأكيد وقوفي مع يوم السبت ليس لأني من مواليده، ولا بسبب حرجي الطويل من ذكر هذه المعلومة لا سمح الله! بل هو لأجل العدل فقط! ومن جهة أخرى، لنرى الموضوع من زاوية مشرقة، قد يكون يوم الإثنين شرارة لمحبة البدايات، بسبب بساطته ولطفه وسرعته؛ وقد يستمر على هذا النسق حتى إن بدأنا به الأسبوع، خصوصاً إن كان يوم الجمعة نصف يوم عمل، أو إجازة كاملة! فهي مكافأة أن نحظى بإجازة لمدة يومين ونصف أو ثلاثة أيام متواصلة اسبوعياً _العرض المغري_ وبكل الأحوال كالتغيير الأول، سنتأقلم في أخر المطاف، لأن التغيير في هذه الحياة هي سمة مستمرة.
قلبي معك بقوة يا يوم الإثنين ولتفعلها بثلاثية الإجازة.
@2khwater