يتعرض الاقتصاديون لانتقادات شديدة بعد فشلهم في التنبؤ بتحقيق مستهدف التضخم في مجموعة من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، إضافة إلى فشلهم في توقع الاضطرابات في سلاسل التوريد العالميةوالتنبؤ بحدوث ركود لم يتحقق، وقالت دراسة حديثة أن توقعات المؤسسات الاقتصادية الكبرى أخطأت بنسبة 67% خلال آخر عامين وفق، ما ذكرت صحيفة ذا جاكرتا بوست الإندونيسية.
وانضمت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إلى جوقة الانتقادات في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي.
قالت لاجارد:"إن العديد من الاقتصاديين هم في الواقع زمرة قبلية" في إشارة إلى الافتقار إلى الانفتاح على التخصصات العلمية الأخرى.
ذكر الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي ووزير المالية الفرنسي: "إنهم يستشهدون ببعضهم البعض، لكنهم لا يذهبون إلى ما هو أبعد من هذا العالم لأنهم يشعرون بالراحة في هذا العالم".
اقرأ أيضاً: بسبب منافسة «هواوي».. تحديات كبيرة أمام آبل في الصين خلال 2024
وبينما انتقد قادة المؤسسات الاقتصادية والمالية خبراء الاقتصاد الأكاديميين والعاملين في المؤسسات ذات الوزن النسبي الثقيل بما في ذلك البنوك، رد الاقتصاديون في هذه المواقع على قادة المؤسسات الدولية معتبرين أنهم لايمنكنهم فصل الانتقادات واخراجها بعيدًا عنهم فهم في موقع الانتقادات كذلك، وفقاً للدراسة.
من جانبه، أوضح بيتر فاندن هوت كبير الاقتصاديين عن منطقة اليورو في بنك "آي إن جي" ساخراً: إن العالم تغير قليلاً فالتضخم يتراجع بعد سنوات من الارتفاع وقبلها سنوات طويلة من تراجع التضخم كما أدت إعادة فتح الاقتصادات في مرحلة ما بعد كوفيد إلى ارتفاع الأسعار ثم ارتفعت أكثر بعد التدخل الروسي في أوكرانيا وهو ما يتناقض مع تأكيدات لاجارد ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بأن الزيادات في التضخم ستكون مؤقتة".
أبقى صناع السياسة أسعار الفائدة مرتفعة في انتظار معرفة ما إذا كان من الممكن خفضها في وقت لاحق من هذا العام.
اقرأ أيضاً: انتعاش السندات والأسهم الأمريكية والدولار.. وتذبذب أسعار النفط
وأشار فاندن هوت في هذا السياق إلى العوامل معتبرًا أنها تتمثل في حصول اختناقات في سلسلة التوريد في أعقاب الوباء ونقص العمالة والتوترات الجيوسياسة.
وشرح دارميت وجهة نظره بقوله "لقد استراح الاقتصاديون إلى أساليبهم القديمة معتمدين على أمجادهم رغم مرور 30 عاما على العولمة ومتأكيم على أن الأمور سارت خلال تلك الفترة على ما يرام".
وبدلاً من ذلك، تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة في العام الماضي في حين ظلت منطقة اليورو -باستثناء ألمانيا- في المنطقة الخضراء.
وفي وقت سابق، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لعام 2024 إلى 3.1% مستشهدًا بالمرونة غير المتوقعة في الاقتصادات المتقدمة واقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة والصين.
وقال فاندن هوت: "يعلم الجميع أن النماذج الحالية لم تعد مرضية لتقديم توقعات جيدة ونحن بحاجة إلى التفكير بشكل مختلف أو على الأقل توسيع النماذج من خلال دمج المكونات والأسباب الأخرى".
أزمات متلاحقة وأسباب شتى
أضافت الدراسة أن الأزمات المتلاحقة من جائحة كوفيد-19والحرب الروسية في أوكرانيا ومؤخرا الصراع في الشرق الأوسط جعلت من الصعب على الخبراء أن يروا بوضوح المتغيرات الاقتصادية الدخيلة.وانضمت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إلى جوقة الانتقادات في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي.
قالت لاجارد:"إن العديد من الاقتصاديين هم في الواقع زمرة قبلية" في إشارة إلى الافتقار إلى الانفتاح على التخصصات العلمية الأخرى.
ذكر الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي ووزير المالية الفرنسي: "إنهم يستشهدون ببعضهم البعض، لكنهم لا يذهبون إلى ما هو أبعد من هذا العالم لأنهم يشعرون بالراحة في هذا العالم".
ما الذي يحتاجه الاقتصاديون؟
يحتاج الاقتصاديون إلى الخروج من منطقة راحتهم المتمثلة في جداول بيانات برنامج إكسيل والنماذج الصارمة النمطية للاستشهاد كما يقول بعض الاقتصاديين عن بعض زملائهم.اقرأ أيضاً: بسبب منافسة «هواوي».. تحديات كبيرة أمام آبل في الصين خلال 2024
وبينما انتقد قادة المؤسسات الاقتصادية والمالية خبراء الاقتصاد الأكاديميين والعاملين في المؤسسات ذات الوزن النسبي الثقيل بما في ذلك البنوك، رد الاقتصاديون في هذه المواقع على قادة المؤسسات الدولية معتبرين أنهم لايمنكنهم فصل الانتقادات واخراجها بعيدًا عنهم فهم في موقع الانتقادات كذلك، وفقاً للدراسة.
من جانبه، أوضح بيتر فاندن هوت كبير الاقتصاديين عن منطقة اليورو في بنك "آي إن جي" ساخراً: إن العالم تغير قليلاً فالتضخم يتراجع بعد سنوات من الارتفاع وقبلها سنوات طويلة من تراجع التضخم كما أدت إعادة فتح الاقتصادات في مرحلة ما بعد كوفيد إلى ارتفاع الأسعار ثم ارتفعت أكثر بعد التدخل الروسي في أوكرانيا وهو ما يتناقض مع تأكيدات لاجارد ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بأن الزيادات في التضخم ستكون مؤقتة".
البنوك المركزية والتوقعات غير الدقيقة
اضطرت البنوك المركزية إلى إطلاق سلسلة من زيادات أسعار الفائدة لمكافحة التضخم بينما تباطأ ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة.أبقى صناع السياسة أسعار الفائدة مرتفعة في انتظار معرفة ما إذا كان من الممكن خفضها في وقت لاحق من هذا العام.
العوامل المرتبطة بالأزمات
واعترفت لاجارد بأن التوقعات المستخدمة كأساس لقرارات سياسة البنك المركزي الأوروبي لم تكن دقيقة دائمًا وأن العوامل المرتبطة بالأزمات لم تؤخذ في الاعتبار في نماذجها. وقال فاندن هوت:"النماذج التي نستخدمها حاليًا أقل موثوقية بسبب وجود العديد من العوامل التي يصعب دمجها".اقرأ أيضاً: انتعاش السندات والأسهم الأمريكية والدولار.. وتذبذب أسعار النفط
وأشار فاندن هوت في هذا السياق إلى العوامل معتبرًا أنها تتمثل في حصول اختناقات في سلسلة التوريد في أعقاب الوباء ونقص العمالة والتوترات الجيوسياسة.
الافتقار إلى الخيال
من جانبه، قال ماكسيم دارميت الخبير الاقتصادي في "أليانز تريد": "لم تكن النماذج الاقتصادية هي التي فشلت. بل افتقار الاقتصاديين إلى الخيال".وشرح دارميت وجهة نظره بقوله "لقد استراح الاقتصاديون إلى أساليبهم القديمة معتمدين على أمجادهم رغم مرور 30 عاما على العولمة ومتأكيم على أن الأمور سارت خلال تلك الفترة على ما يرام".
تحذيرات بخصوص النمو
ومع استخدام البنوك المركزية لأداة رفع أسعار الفائدة لمنع الاقتصادات من الانهاك حذر الاقتصاديون قبل عام من أن النمو في العالم المتقدم سينخفض بشكل حاد أو حتى ينكمش في عام 2023.وبدلاً من ذلك، تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة في العام الماضي في حين ظلت منطقة اليورو -باستثناء ألمانيا- في المنطقة الخضراء.
وفي وقت سابق، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لعام 2024 إلى 3.1% مستشهدًا بالمرونة غير المتوقعة في الاقتصادات المتقدمة واقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة والصين.
أسباب عدم دقة بعض التحليلات
وحول الأسباب الكامنة وراء عدم دقة بعض التحليلات خاصة التحليلات الكبرى، أوضح فاندن هوت :"إن ضعف جودة البيانات وانخفاض معدل الردود على الاستطلاعات هما السببان جزئيا". وقال كريستوف بارود، المدير العام لشركة "ماركت سيكيورتيز موناكو" :"إن الظواهر الجديدة ألقت بظلالها أيضاً فقد ساعدت المدخرات على زيادة الاستهلاك بينما تمكنت الشركات من إدارة أسعار الفائدة المرتفعة بشكل أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي".حلول السنة الجديدة
قالت إستر دوفلو الحائزة على جائزة نوبل في الاقتصاد في مقابلة أجريت معها مؤخرا :"إن الاقتصاديين يحاولون التغيير". وفي يوليو الماضي، عين بنك إنجلترا رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق بن برنانكي لقيادة عملية مراجعة عملية التنبؤ بعد أن تعرض لانتقادات بسبب فشله في توقع ارتفاع معدلات التضخم. فيما قرر بنك كندا استبدال نماذجه القديمة بمنهجيات أكثر تطلعية.وقال فاندن هوت: "يعلم الجميع أن النماذج الحالية لم تعد مرضية لتقديم توقعات جيدة ونحن بحاجة إلى التفكير بشكل مختلف أو على الأقل توسيع النماذج من خلال دمج المكونات والأسباب الأخرى".