فهد الخالدي


- عند الحديث عن تربية الأطفال نجد الناس على نوعين من الرأي، أولهما أنها عملية بسيطة خاصة وأن الطفل في هذا العمر يكون كما يقولون عجينة قابلة للتشكيل نجعلها كما نريد بالقليل من العناية والاهتمام، ورأي آخر يعتقد أصحابه أنها عملية شاقة لا يستطيع تحملها إلا من كانت لديه الدراية المعرفة والخبرة في التعامل مع هذه الفئة العمرية سواء من حيث الرعاية الجسدية بما يضمن لهم سلامتهم أو العقلية والنفسية في مرحلة تالية حيث إن النوع الأول ربما هو ما يحتاج إليه الطفل حديث الولادة، فكلما كبر برزت الحاجة إلى النوع الثاني مع بداية إدراكه لما حوله.
- ومع أهمية هذين النوعين من العناية، فإن ذلك لا ينفي أن العناية بالجسد هو لا شك أسهل من النوع الثاني حيث إن هذه السلامة يمكن أن يتعلمها أي إنسان ويقوم بها، بل إن الأمهات بالفطرة مؤهلات للقيام بهذه المهام مدفوعات بمشاعر الأمومة غير أن النوع الثاني من الرعاية يظل هو الأصعب، خاصة وأن الأطفال تختلف طبائعهم من واحد إلى آخر مما يقتضي الأسلوب المناسب الذي يلائم طبيعته، وما يراعي ظروف الأسرة والبيئة التي يعيش فيها الطفل، ولذلك نجد أن تربية الطفل غدت علماً من العلوم التي تدرس في كليات التربية ويهتم هذا العلم بمبادىء علم نفس النمو وعلم النفس الارتقائي الذي تتم من خلاله معرفة طبيعة وخصائص كل مرحلة عمرية والطرق المناسبة للتعامل مع كل مرحلة من المراحل المختلفة، ولذلك فإن المؤسسات التعليمية تشترط أن يكون معلمو كل مرحلة ممن يتم إعدادهم وتأهيلهم للقيام بهذه المهمة، وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة كالحضانة ورياض الأطفال ثم الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل إن المراحل التالية لها طبيعتها الخاصة أيضاً، والأساليب والطرق المناسبة التي يجب التعامل من خلالها معها.
- وفي جميع الأحوال فإن البيئة التي يعيشها الطفل والأساليب التي نعامله بها هي من أكثر الأمور تأثيراً في سلوكه حيث يميل الطفل إلى تقليد الكبار في كافة تصرفاتهم، فلذلك فإن أول ما ينصح به الآباء والمربون هو التصرف بكل حذر أثناء التعامل مع الأطفال أنفسهم ومع الآخرين في حضورهم إذا أردنا أن ينشأوا نشأةً سليمة بعيدة عن السلوكيات غير المرغوبة مما يوجب علينا أن نكون قدوة لهم في كل سلوك وعمل وهي مسؤولية أمام الله وأنفسنا ومجتمعنا.
@Fahad_otaish