غنية الغافري


-ينشط الشامتون في كل مناسبة وبخاصة حين يدور الكرسي ويتبدل عن مدراء أفذاذ أبلو بلاء حسناً وطالتهم سنة الحياة في التغير والتبديل وحق لغيرهم أن يجدوا مكاناً لقدراتهم أن تظهر من مخبئها والدماء الجديدة عندما تضخ في المكان الراكد تعيد حيويته ونشاطه لكن من يُفهم الشامتين.
-كنت في إحدى المؤسسات وقد مر أحد القادة الأفاضل الذين انتهى تكليفهم وقد خلّفوا ورائهم أثراً لا ينكره أحد فمر شامت متمسكن يحاول مداراة الشماتة وتغليفها بقالب الرحمة ويهو يهمس بصوته الحزين! « يعز من يشاء ويذل من يشاء « !! ولولا الحياء لمسكته من تلابيبه وأفهمته وأمثاله أن الكرسي لا يعز الإنسان ولا يرفعه بل يرفع الإنسان نفسه بلا كرسي ويذلها وهو على كرسيه العالي.
-الذين نزلوا من الكرسي بعضهم راض مدرك تماما أن الكرسي لم يسجل بأسمائهم بصك قضائي بل هم فيه حتى يأتي مالك جديد، والمصيبة في النازلين الذين يعتقدون أن الكرسي والسلطة والنفوذ والبرستيج والمكتب والقهوجي والسائق الخاص وبروتوكولات اللقاءات والاجتماعات والتفاف المنافقون وتزلفهم و»ترفيعهم» الدائم ! ! هو جمال الحياة وأن الحياة لن تستقيم إلا بكرسي أولئك كان الله في عونهم وشفاهم مما ابتلاهم.
- إنهم وأولئك اللمازون المنتقدون الناهشون في أعراض الناس فقراء المعرفة محدودي الفكر يجهلون التقنية الإدارية الحديثة «التدوير الوظيفي» الذي يسعى لقتل البيرقراطية في العمل ومنح الفرص المتساوية للموظفين واستثمار الطاقات المبدعة في مراحل العمل ويتناسون تقنية العمل بروح الفريق الذي يكون فيه اختيار القائد أو المدير بحسب ما تتطلبه مرحلة المشروع من مواصفات معينة تستلزم وجود شخص وانتقال آخر ويسمح بانتقال الخبرات وعدم احتكارها في أشخاص معينين مما قد يؤثر سلبا على مصلحة العمل في المستقبل.
- وصل في بعض الموظفين إلى معاقبة مؤسساتهم إذا ماتجرأت على التغير فيلمزون القرارات والاختيارات ويحملون في ذممهم التهم !، وفي أروقة الإدارات والأقسام تعبأ استمارات النقل وكأنهم «يلون ذراع المؤسسة» ـ هزلت ـ ويتكالبون على المدير الجديد وكأنه دخل بيتهم وشاركهم حلالهم ! حتى يطفشونه وربما كان هذا المدير هو «راعي الشر» فطفشهم جميعاً ! ولله في خلقه شؤون .
-إن المنظمات والمؤسسات الإدارية التي تقوم على مبادئ الحوكمة وتطبيق الجودة والمفاهيم الإدارية الناجحة تسعى دائما لإجراء التغيرات والتعديلات في اللوائح والنظم وتطوير الموارد البشرية التي تستلزمها حركة التطوير والتغيير المستمرة داخل المؤسسة أو المنشأة مما يتبعها تغير على مستوى القيادات والمدراء ورؤساء الأقسام بحسب ماتستدعيه الحاجة إما باستثمار الخبرات أو ضخ دماء جديدة أو تحريك مواقع في شاغر الوظيفة أو المنصب وهذا أمر طبيعي تستوجبه المصلحة .
-وأنا أتأمل بعض الرؤساء الأمريكيين عند انتهاء تكليفهم كرؤساء وهم يعيشون حياة طبيعية صحية يضحكون ملئ أفواههم ولم يلازمهم داء الكرسي وإن كانوا قد حرصوا عليه.. وأقول « ياحليلهم « !
@ghannia