علي بطيح العمري يكتب:


- أظن أن الشخصية «النرجسية» من أسوأ الدواب التي تمشي على الأرض؛ لأن «النرجسي» يجمع بين غثاثة القول وثقالة السلوك وسوء الفكر.
- «النرجسية» في أبسط معانيها تعني الأنانية وحب الذات المفرط، وهذا الغلو في تعظيم الذات يقود إلى الكبر والغرور والتعالي على الناس، وهي أخلاق يحرمها الإسلام ويكرهها الناس.
- كيف تعرف الشخص «النرجسي»؟ إنه شخص مصاب بداء العظمة وتورم الذات.. يحتاج إلى المدح الدائم ولولم يعمل شيئًا.. لا يراعي مشاعر الناس.. يعتقد أنه دومًا على صواب ولا يعترف بالنقد ولا يكترث برأي الآخرين.. درجة «الحسد» عنده عالية، لأنه يرى أنه المستحق لأي إنجاز.. يتحدث عن نفسه وأعماله بكثرة.. يحب نقد الناس فلا شيء يعجبه.. يستغل الآخرين بلا رحمة.. وعلم النفس يقول: النرجسي يحاول يرسم صورة عن نفسه، ليعوض النقص الحاصل فيها.
- تلك الصفات ليست بالضرورة تجتمع كلها، فمن اجتمع فيه أكثرها فهو «نرجسي» خالص «النرجسة» ومن كانت فيها خصلة منها ففيه شعبة من «النرجسة».
قال العقلاء في «النرجسية»:
- «محمد علي كلاي» قال عنها: النرجسية هي عبء يحمله الشخص على عاتقه، فكن متواضعًا لتحرر نفسك.
وقال: «جان جاك روسو»: النرجسية تغطي العقل وتعكس الشخص في مرآة وهمية لا يستطيع أن يرى من خلالها حقيقته.
وفي سنة محمد «عليه الصلاة والسلام» تحذير شديد من الكبر، وحث على الإيثار ونبذ الأنانية، ودعوة إلى التواضع.
- خطر النرجسيين ليس فقط على الناس بل حتى على أنفسهم، قرأت في مقال طبي: إنه يصعب علاج «النرجسي»؛ لأنه لا يعترف بخطئه، ويرى نفسه أنه الأفضل، وإقناع هذا الكائن بأن لديه مشكلة أمر صعب.. إذن فمحاولة مناصحة «النرجسي» قد لا تفيد، لأنه لا يرى عيوبه وهنا المشكلة، لذا ابتعد عن هذه الكائنات التي لا يجدي معها حتى الحوار.
- الأمر المفرح والسار في شأن «النرجسيين» هو أن مستوى «النرجسية» ينخفض مع تقدم العمر، فكلما تقدم الإنسان «النرجسي» في العمر تراجعت نرجسيته.. وهذا يعني أن «النرجسي» سيفيق يوماً ويكتشف أن نرجسيته كانت هلامية!
 قفلة، قال أبو البندري غفر الله له: أكبر مصيبة حينما تكتشف أنك قطعت شوطًا كبيرًا في الطريق الخطأ.
@alomary2008