- قديماً، طُلب حضوري لأشرح لطفلة مادة الرياضيات، وعندما حضرت أديت المهمة، ورأيت بأن الطفلة مُلِمَة بالمعرفة التي لا تحتاج فيها إلى مساعدة أحد، لتفاعلها بالإجابة على الأسئلة! حتى أنني استغربت طلبهم وهي لا تحتاج لي ! وبعد هذا الحدث بفترة، اكتشفت بأن تجاوبها معي كان خوفٌا من شخصيتي، وتفاعلها الغريب كان لتنهي شرحي سريعاً! لم أكن أعرف بأن هذه حقيقة مظهري الخارجي!
الطفل هو النقاء، الوضوح، والكثير من الصراحة المطلقة، فأحيانا نعرف كيف هي أشكالنا الحقيقية من ردات فعل الأطفال علينا! فهم إما يحبون ويُقْبِلون على الشخص، أو يقومون بالنقيض تماماً،لأنهم لا يعرفون المجاملة، ولم يجبروا عليها.
- النهي، العقوبة، والمنفعة هي أولى درجات بناء السور الذي يُبنى لكتم الطفل من مبدأ التربية والذي قد نزيد ارتفاعه إن كان بهدف تهذيب النفس، حتى لا يخرج من صلبنا المتنمرين، واللا إنسانيين، نكبر ويكبر معنا سورنا الذاتي الذي يحد من التصريح الحقيقي لما نريد أن نقوله، أو نعبر عنه؛ فكلما زاد نطاق المعرفة، زاد ارتفاع السور، حتى لا نخسر أحد، أو لنبقى الود المجامل بيننا وبينهم، أو حتى نستمر على المظهر الذي رسمناه لأنفسنا، فضلاً إن كان بمساحتنا الإلكترونية الخاصة في بعض التطبيقات كتطبيق إكس مثلاً، هناك قد تشعر بأنك مراقب، فتتردد في نشر أي شيء عبره، حتى لا يكون تصريحاً يوضح حقيقةً ما، أو تنفيس لموقف حصل لك، فتظهر مالا ترغب في إظهاره؛ فتكون مشاعرك وحياتك تحت مجهر النميمة وفاكهة المجالس؛ رغم أن الحقيقة قد تكون بأنك مجهول في هذا الوسط!
- إن لم نقنن معاملاتنا في العلاقات، والحياة الاجتماعية كيف كانت ستكون الحياة! وإن كانت لديك مقدرة هدم السور والتعامل حسب ما تراه، دون مراعاة أو قيد؛ هل سيقترب منك غير أصحاب المصالح الذين يتحينون فرصة انتهاء مصلحتهم ليقطعوا جذر معرفتهم بك! وهل قبول الناس لشخصياتنا غير المسورة، إلزامي! وهل هنا نقع في طائلة لبس الأقنعة، أم أن لكل مقام مقال؟
- الكلمة التي ستخرج منك، ودِّعها بعلمك أنها ستعبر طريقها عبر من أسريتها له، ولا أعد ذلك اتهام بأن الجميع ينقل الأحاديث التي تزور مسامعهم، بل لتزن كلماتك وتقيس مدى قابليتك لتحمل نتيجتها، ولتلبس عتادك للاستعداد لتبعيات إعلانها.
- أين تتنفس بطلاقة؟ وما هو ارتفاع السور الذي بنيته لأقرب المقربين لك!
@2khwater