عبدالله العزمان يكتب:


- وسائل التواصل الاجتماعي باختلافها وتنوعها، أصبحت تنقل وتصور لنا جوانب الحياة الاجتماعية، ولكنها غالباً تصور الجانب المشرق لكثير من أفراد المجتمع، ويحرص فئات من الناس عبر هذه الوسائل على إظهار كل ما يجتذب انتباه الناس بل ويدعو للدهشة والإعجاب والفضول في كثير من الأحيان، ولك بغرض الحصول على انتشار أوسع وزيادة عدد المتابعين والفوز بكبسة زر إعجاب أو تعليق جميل أو متابعة أو مشاركة متنوعة، وعلى الرغم من كون تلك الأمور تحمل لصاحبها في ذلك الحين سعادة لحظية ما تلبث إلا وأن تتلاشى بقدر لحظات تصويرها، كذلك فإن لها تبعاتها على الآخرين ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف تلك الحياة المترفة.
- الحقيقة المرة أنه كما يقال ليس كل ما يلمع ذهباً، فللحقيقة وجه آخر يخفى على الكثيرين، فلحظات المتعة البسيطة التي تلتقط في تلك المواقع، لا تعكس واقع الساعات الطوال من المعاناة التي يعيشها الفرد في الواقع، فمن حصل على شيء ما، قد لا يكون كما نتصوره نحن، من حيث سهولة تناوله، بل غالباً ما يكون بعد جهد متواصل وسنين من التعب والجهد، أو لتضحيات يصعب على البعض تحملها، أو لكونها عبارة عن جزء بسيط من حقيقة مؤلمة لا تحكيها المقاطع والصور .
- فقد يخبر البعض عن سعادة لا يجدونها، أو عن أفراح مزيفة لا يعيشونها، أو عن أطباق وولائم لا يستطيعون أن يتناولوها، إن المتعة الحقيقية أن تستمتع بما لك لنفسك لا لغيرك، كأن تسكن بيتا تشعر فيه بالراحة، لا يشارك الناس فيه آراءهم، أو أن تركب سيارة مريحة، تعينك على قضاء حوائجك، دون أن يتفضل عليك أحد بمشوار كلما احتجت إلى ذلك، أو أن تسافر لقضاء عطلة دون أن يعيش معك الناس كل لحظة من لحظاتها.
- مسك الختام، أن نعلم، أن الله -سبحانه وتعالى- لم يعطنا النعمة لنتباهى ونفتخر بها، وإنما أعطنا إياها لنعرف قدرها ولنشكره عليها «وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد».
قال الشاعر
دبر العيش بالقليل ليبقى
فبقاء القليل بالتدبير
لا تبذر وإن ملكت كثيرا
فزوال الكثير بالتبذير
@azmani21