د. سليمان محمد العطني


غرس ثقافة الكراهية والجحود في الوسط الرياضي ظاهرة انتشرت ولها جذور أسست لوجودها حتى باتت هذه الظاهرة لها مؤيدون يدعمونها وإن كانوا قلة إلا إن صوتهم ظاهر وقوي يمررون فكرتهم التي تقول أن الرياضة تعصب ولا يمكن أن يكون هنالك تنافس أو تطور لكرة القدم خاصة والرياضة بشكل عام إلا مع وجود التعصب وحضوره في كل المناشط ولأن هذه النظرة والرأي هي من يسيرهم أصبح نهجهم إن لم تكن معي فأنت ضدي وساد هذا النهج بين بعض كتاب الرأي والمحللين وبعض من يحمل صفة إعلامي ممن يؤمن بفكرة الكراهية الرياضية نعترف بأن هذا المسمى غير مستساغ وقد لا يبدو دقيقا لكن هذا ما نشاهده في كثير من جوانب هذا الحراك خاصة حين يتعلق الأمر بأندية روشن وقضاياها فمن المناسب أن لا نتجاهل الظاهرة بل يجب المكاشفة ومناقشاتها بغية إيجاد الحلول لها والقضاء عليها وعلى مسبباتها .

فهم دائما يرددون بأن النادي على حق ورئيسه يعمل بكل جهد ومثاليه لكن اللجان هي من تضع الحصان أمام العربة ويبررون خسارتهم أو فشلهم بسبب لجان تحيك المؤامرات وتدبر أسباب الفشل لتضعها في طريق هذا الفريق أو ذاك ولذا نجد طرحهم دائما يظهر المنظومة الرياضية بمظهر الفاشلة وتحتاج إلى تغيير .

هؤلاء لا يدركون بأن الأخطاء موجودة والتقصير موجود لكن ليس بتلك الصورة التي يراد لها أن تتأصل وترسخ في الذهن كصورة نمطية ثابته بأن القائد أساس الفشل بينما يتركون ما تفعله إدارات من فشل في الاستقطاب والتعاقدات وإدارة المجموعة وكأنها لا دور لها ولا تأثير والحقيقة أن كل هذه الإدارات هي القادرة فقط على صناعة النجاح والتفوق والثبات عليه .

مما تميزت به ثقافة الكراهية والجحود الإسقاط على الآخر والشماتة على أندية الوطن في المنافسات الخارجية ويعلل من يسير بهذا الفكر بأن الرياضة لا علاقة لها بالوطنية بل هي شيء آخر ودعم هذ الفكر وشد من ساعده فترة الداعمين وأعضاء الشرف ممن يمتلكون القدرة على الاستكتاب وحشد المدافعين والمنافحين عنهم وقلب الحقائق كما يريدون لها أن تكتب لا على حقيقتها فخسرت الرياضة السعودية بسببهم الشيء الكثير وليس هذا مجال تفصيل أبرز أحداث تلك الفترة ولكن المتابع الرياضي بكل تأكيد يعرفها بأسمائها ورموزها .

هذه الثقافة أفقدتنا الكثير من الكفاءات والقيادات حيث كان يتم توجيه الأقلام نحوها في حرب شعواء بسبب عدم اتفاق في الرأي أو عدم تقبل نجاح لمنافس , في هذه الفترة توارت هذه الثقافة ولم تعد هذه الأصوات حاضرة كما السابق فقد ضعف تأثيرها والسبب يعود للتشريعات والأنظمة القانونية ووضوح إجراءاتها التي كفلت الحق للجميع وكل الرجاء بأن تستمر هذه القوانين ويتم استحداث وفرض اللوائح حتى يتغلب صوت العقل ويعود الرأي لأهل الرأي بعيدا عن نظرة المدرج و الترند و عدد المتابعين فالرياضة أحد برامج الرؤية التي تدعم رقي هذا الوطن وما لم يواكبها إعلام راقي مثالي سيغرق البعض في وحل التعصب ليضع العقدة في المنشار مما يعطي مؤشرا غير إيجابي عن العمل ونموه وسلاسته فمحاربة النجوم والتقليل من شأنهم والمساجلات الإعلامية والمماحكات بشأن المنتخب الوطني في إعلام ينطق بالتعصب وبما يطلبه المشاهدون حراك سلبي يهدم ولا يا بني ثقافة العمل الموحد والجماعي تحتاج روح سليمة واستشعار لأهمية اسم الوطن في المحافل الدولية ومتى كرس الإعلام هذه الثقافة فإن المسار سيصبح أكثر اتزانا واعتدالا ومنها تعود اللحمة الرياضية كما كانت حين انتظر صالح النعيمة بكل شهامة هو بقية زملائه في المنتخب زميلهم المصاب ماجد عبد الله لكي يصعدوا سويا لاستلام الكأس صورة لا يعرف وجدانها ومثاليتها ورقيها إلا من عشق رياضة الوطن للوطن وقبل كل شيء.

@slom1431