هناء مكي


- الخصومات أو التخفيضات هي أحد أهم اساليب التعامل مع الزبائن لا يجيدها إلا الاذكياء، وفي الغالب هؤلاء الاذكياء صنعوا لهم اسماً في السوق يكبر كلما تعاملوا جيداً مع هذا البند الهام لتجارتهم.
- يجتاج أي مشروع لخصومات منذ انطلاقته الاولى في السوق، فالعروض هي ما ستلفت انظار الناس إلى مشروعه، لذا كلما ابتكر فكرة خصم سخية بميزانية رأس المال، كلما كان الامر أكثر نجاحاً.
- المشاريع الجديدة لا تقدم جديداً بطرحها للمنتج، ولكن بابتكارها لخصومات وعروض ترجحها، فالمنافسة في صنع الاسم بالافضلية والحرفية أمر جيد ولكنه ليس ضمانةً كافية، حتى الزبائن الدائميين إذا لم تعاملهم بتميز لن تحافظ على استمراريتهم، لذا تعمد المحلات المشهورة والعالمية بالذات على معاملة زبائنه القدامى بتميز وكأنهم شركاء، ويرفههم بين فترة وأخرى بعروض وخصومات دون غيرهم.
- عملية الخصم تكسر الحدة بين الزبون ومقدم الخدمة، والتي من شأنها أن تنهي العلاقة النفعية بينهما، بمعنى قد يتصور صاحب المشروع في حال نجاحه أنه ليس بحاجة للزبون بقدر حاجة الزبون لخدماتهم، والحقيقة أن المستهلكين لهم انماط نفسية متقلبة وإن كان الزبون القديم هو المستهلك التقليدي الذي امضى وقت اطول، والمفترض أن يكون له أولوية فهذا الزبون هو الاكثر ضمان والتركيز عليه يطيل بقاءه.
-هذا المستهلك على وجه الخصوص «حساس» وتحكمه عاطفة أكبر من غيره اتجاه تآلفه مع من يتعامل معهم، مما يجعله يستمر على نمط سلوك شرائي واحد، وأي تقدير له سيكون بالنسبة له أشبه بجميل يجعله وفيّ له، وكلما تجدد العطاء كلما كانت الثقة أكبر حتى يصير له ولاء يدركه ويستمر عليه نحو المؤسسة.
- هذا ما أكتشفته الشركات الكبيرة والماركات المشهورة والعالمية، فصارت تحيط زبائنها القدامى برعاية خاصة ومراسلات ودية في مناسباتهم الخاصة، وعروض مميزة وتستثنيهم دائماً وبذلك تضمن بقاءهم بهذا الولاء، وكثير من المشاريع التجارية في بيئاتنا ترى أن التجارة في الكسب وصنع الاسم والنجاح بوفرة الارباح، ولازالت المشاريع الجديدة تدخل السوق بضمان محليتها وبأسعار تشابه المشاريع القديمة وهي لم تصنع لها زبائن بعد، وهذا خطأ جسيم فعروض الاسعار هي اكبر تسويق.
- المعادلة الناجحة لأي مشروع قديم أو جديد، أن تخصص جزءا من رأس المال، لعروض سخية تضمن الاستمرارية والتنافسية في سوق بات مكشوفاً وانماط استهلاكية جديدة لا تعرف الولاء، انما تبحث عن المنفعة الاكبر، فسلوك المستهلك خلال السنوات الاربع تغير بشكل كبير وبات يركز على البدائل التي تناسب وضعه وظروفه.
@hana_maki00