د. أحمد الكويتي


@Ahmedkuwaiti

تحتفل المملـكة الـعربية الـسعودية بذكرى يوم التأسيس، وهو تأسيس الـدولـة السعودية الأولـى، قبل ثلاثة قرون على يد الإمام محمد بن سعود، حيث يعد هذا اليوم مهم لذاكرة الوطن؛ لما يحمله من أهمية كبيرة في مسار تأسيسها، ولتمثيله مناسبة وطنية عزيزة يتضح بها مدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم، ونظام الدولة طوال هذه السنين، لقد كان تأسيس الدولة لحظة تاريخية فارقة بدأت بمشروح توحيد وطن، ثم جمع شمله، وحقق الـهدف تحت راية واحدة قادها الإمام محمد وأبنائها الأئمة من بعده، ولا تزال الرحلة مستمرة بهمة الأحفاد، والتي نجحت في تحقيق الانطلاقة الأبرز منذ تدشين سمو ولـي الـعهد الأمين الأمير محمد بن سلـمان - يحفظه الله - «رؤية الـسعودية 2030» ، فاستطاعت من خلالها المملكة أن تحجز لها مكاناً بين الاقتصادات الكبرى في العالم، فقد روهن على النجاح لتأسيس نهضة شاملة في كافة مجالات الحياة بما في ذلـك مستويات الصحة، والتعليم، وغيرها من المجالات المهمة لتحقيق الهدف منها. وخلال سنوات رحلة الرؤية الثمان، بدأ العمل بوتيرة متسارعة لتسخير، وإبراز مكامن قوة الـدولـة وقدراتها حيث نجحت خلال وقت وجيز في تحقيق نتائج ومنجزات، وعبر مُمكّنات الـتحوّل في تحقيق أهداف توزعت على محاور الـرؤية الاستراتيجية، ففي محور مجتمع حيوي، حققت تقدماً في تبني أنماط حياة صحية ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين، وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية وتضمينها لدى منظمة اليونسكو العالمية، وإنجاز مبادرات تعليمية، وصحية وإسكانية متكاملة، إضافة إلى استهداف وضع المملكة على خارطة الترفيه والسياحة عالمياً عبر حزمة من الـفعالـيات والمواسم، والـبرامج

الترفيهية والمشاريع السياحية المتميزة. وفي محور اقتصاد مزدهر، حققت المملكة عددا من الأهداف للإصلاح الإداريالشامل حيث تقدمت السعودية في مؤشرات الـتنافسية الـعالمية محققة المركز الأول عالمياً علـى صعيد الإصلاحات لـلـمرأة العاملة، وفي إصلاحات بيئة الأعمال، كما حققت ارتفاعاً في نسبة مساهمة المنشآت الـصغيرة والمتوسطة في الـناتج المحلـي الإجمالي، وارتفاع الإيرادات غير النفطية بشكل ملـحوظ، ونمو مضطرد أصول صندوق الاستثمارات العامة، واستحداث قطاعات اقتصادية حديثة، وخلق فرص للنمو والاستثمار في قطاعات مختلفة وعلـى صعيد محور وطن طموح، فقد تحقق تقدمٌ في ركيزتيّ «الحكومة الفاعلة» و» المواطنة المسؤولة» ، حيث ارتفعت كفاءة الخدمات الحكومية وآلـية استجابتها من خلال الاستثمار في التحول الرقمي الحكومي، وتوفير فرص وم ب ادرات أكبر للتنمية المستدامة والحفاظ على الـبيئة، والانفتاح علـى الـعالـم، وإرساء أسس النجاح للمستقبل، والاعتماد على الكوادر السعودية المؤهلة.

خلاصة الـقول إنها رحلـة بدأت لـتأسيس الـدولـة السعودية وبقيت لتكون وسماً في وقتنا الحاضر، وتدلل علـى إبراز الـهوية الـوطنية لأبناء هـذا الـبلـد المعطاء، بربطهم معرفياً بالشخصية التي وضعت اللبنة الأولى لعمقها الـتاريخي والحضاري، فاستمرت هـذه الرحلة بمشاريع ورؤية دولـة شامخة مستدامة لتكُتب أجمل حكاية.