وليد الأحمد


- اذا كانت الحرب الروسية الأوكرانية كشفت زيف الحرية الإعلامية الغربية، فإن مقابلة الرئيس الروسي بوتن مع الصحافي تاكر كارلسون مطلع فبراير الجاري قد أكدتها، فتغطية وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية للمقابلة كانت مثالاً للتحيز والبعد عن الموضوعية.
- وبدلاُ من مناقشة وتحليل تصريحات بوتين عن مواضيع حساسة مثل الرفض الغربي لانضام روسيا إلى حلف الناتو أو انقلاب رؤساء أمريكيين سابقين على موافقتهم ببناء منظومة دفاع جوي موحدة مع واشنطن، ووقف دعم المسلحين في القوقاز، تفرغت وسائل إعلام اشتهرت برصانته إلى تسطيح اللقاء مع بوتن كما فعلت الجارديان البريطانية في التهكم على سؤال الرئيس الروسي بداية اللقاء، وما إذا كان حواراً صحفيا أو نقاشاً جاداً، قللت نيويوك تايمز من مهنية كارسلون أثناء الحوار أو لم ينجح في كشف أي معلومة مهمة.
- المذيع الكوميدي جون ستيوارت الذي عاد في برنامج The Daily Show بعد توقف دام 9 سنوات جون ستيوارت يسخر من تاكر كارلسون بعد لقائه ببوتين سخر الإعلامي الأمريكي جون ستيوارت، من رحلة تاكر كارلسون إلى روسيا، واصفًا مضيف قناة فوكس نيوز السابق بـ «المحارب من أجل حرية التعبير». ونقلت عنه مجلة «نيوز ويك» في تعليقه على قول كارلسون عن سبب إجرائه حوارا مع بوتين: «أولاً، لأنها وظيفتنا، نحن نعمل في الصحافة، من واجبنا إعلام الناس»، تمتم ستيوارت وهو يدون الملاحظات على دفتر: «الخطوة الأولى: اكذب بشأن وظيفتك. الخطوة الثانية: اكذب بشأن واجبك».
- وبغض النظر عن محتوى لقاء بوتن، فإن أي من وسائل الإعلام الغربية لم تكن لتسمح أن يظهر بوتن متحدث إلى جمهورها ليروي قصة مختلفة عن الرواية الغربية للحرب الروسية الاوكرانية، ولعل عدد المشاهدات للقاء كارلسن على منصة «إكس» الذي تجاوز 200 مليون مشاهدة تحكي قناعة الجمهور بتحيز تلك الوسائل وتعطشها إلى مادة صحافية تحكمها الموضوعة بعيداً عن الأيديولوجيا للقوى الغربية.
@woahmed1