شيخة العامودي تكتب:


رغم إني أحب فصل الشتاء وأقدره تقديرا عظيما ففي أجوائه أشعر بالسعادة والبهجة رغم برودة الأطراف ورغم ثقل الملابس التي تحملها الأكتاف ورغم بعض الكيلوغرامات التي تصاحب فصل الشتاء فكل طعامه يُعد ليكسبك الدفء، دوما حديثي عنه منذ طفولتي حديث عشق له ولكل ما يواكبه كلون الطبيعة وبردة الشمس كتساقط المطر وشكل السماء كفاكهته اللذيذة والجلوس في الهواء الطلق الذي إن جاد بنسائم شديدة البرودة كانت المدفأة من الجلاس، كل تفاصيله كانت محببة لنفسي بشدة من الألف إلى الياء.
في طفولتنا لم يكن هناك إعلام كما الآن تستطيع التهرب من مآسيه التي ينقلها بيسر وسهوله تتعاطف وتبذل دون أن ترى صورة يكفيك السمع ، واليوم تلاحقك في هاتفك و في كل مكان تلك الصور التي تدمي إنسانيتك فتصمت وتتأذى وتكتفي بمرور ما كنت تعشقه دون أن تبثه حديثك الممتلئ بالأشواق ، دون أن ترجوه معاتبا لأن يبقى فأنت تريد أن يغادرك بأسرع ما يكون فما تحتمله أنت بسعادة حامدا لله هناك من يعاني منه عناء شديدا ويسأل الله أن لايدوم حتى ساعة ولا يعود في يوم من الأيام.
بأطفال المخيمات أصبح حديثي للشتاء ليس كما كان فويل لمن جردهم سقفهم وويل لهم من زمهرير سيعاقبهم به الله.
أطفال في العراء والمخيمات ضعفاء.. بئس في الصيف وبئس في الشتاء
اضلاعهم تصطك لاتعرف معنى الاصطلاء .. عندما يلتقي في باحة طينة الأصدقاء
حديثهم هل نمت جائعا أو تناولت العشاء؟هل نمت دافئا أم تسرب لخيمتك الماء؟
.. جوع وضعف وبرد دروس تعلموها بكل إصغاء
وفَشَلَ في تعريف أضدادها النوابغ و الأذكياء.. تناوبت عليهم النوائب تنوح وروتهم الأوبئة بسخاء
نادت أطرافهم بزفير متواصل شيئا من الدفء.. ففر منهم ومن زفيرهم بلا استحياء
حتى جمر النار خلع وصفه وآخى الشتاء
*رسالة امتنان
قوافل الخير التي تنطلق من مملكتنا مملكة الإنسانية صيفا وشتاء ستقي أصحابها العثرات وستجبر خاطر المستضعفين ،وسيمضي كل مر إن شاء الله وسيبقى الخير محفوظا أجره عند الله
@ALAmoudiSheika