سالم اليامي


لكل شعب من شعوب الأرض طريقته المفضلة في الكلام وفي اختيار المفردات التي تؤدي أو توصل لمعنى معين، وقد تنشأ تلك الخصوصية في نحت الكلمات والعبارات بهدف إيصال معنى محدد، أو لتجاوز أو للقفز على لفظ آخر قد يكون مباشر، وقد يدخل الناس في حالات من سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى مالا تحمد عقباه.
في تونس عشت سنوات ليست بالقصيرة واقترب من الناس وألسنتهم ومفرداتهم بما جعلني في بعض الأحيان أدخل في حالة من الدهشة، من ذلك قول الناس هناك لمن يعترضون على قوله، أو فعله ولا يريدون أن يصفونه بالجنون المباشر، الذي يعني الخلل في التفكير الناتج عن خلل في جهاز أو عضو التفكير لدى الانسان وهو المخ، فيقولون مستنكرين بعض الأفعال، أو المواقف، والأفكار لبعضهم ماذا بك « هل أنت مريض في مخك» هذه الجملة القصيرة تعفيهم من اتهام البعض بالجنون بشكل مباشر، وتأتي عادة هذه الجملة على شكل سؤال كقولهم « هل أنت مريض في مخك» بمعنى آنهم يستفسرون أكثر مما هم يرمون الطرف المقابل بالتهمة بتلك العلة.
تذكرت هذه العبارات والطريقة الذكية في استخدامها عندما اسمعت لرأي أحد الكتاب في منطقتنا يقارن بين أمرين لا وجه ولا منطق للمقارنة بينهما، الرجل والكاتب المحترم يقارن بين الطائرة التي هي وسيلة نقل حديثة مضمونة إلى حد كبير قليلة الحوادث وبين كلمات يقولها الناس عندما يستخدمون هذه الوسيلة في الحقيقة شعرت بألم في مخي أي كدت أجن وأنا اسمع كلام الرجل، العرب والمسلمين كجزء من ثقافتهم العريقة وكجزء من أرثهم الديني وكجزء أصيل من معتقدهم الديني النطق بالعبارات التي وصلت إليهم كحديث نبوي شريف، ومن يتفكر في الاصرار على استخدام الاحاديث الصحيحة والموثوقة عن خير الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يشعر بالطمأنينة وتسليم أمره وأمر رحلته، وأمر الوسيلة التي تقله إلى القادر الوحيد الله سبحانه وتعالى على حف الرحلة ومن فيها بالرحمة والعناية، والسلامة.
ما أزعج الكثيرين من رأي وأسلوب الرجل هو محاولته الغريبة بإقناع الناس أن مجرد النطق بدعاء في بضعة أسطر يثير الخوف ويبني حالة نفسية من التشاؤم ، هناك تأكد لي أن الرجل «قد» يكون أصيب ببعض التعب في مخه.
@salemalyami