شعاع الدحيلان تكتب:


- مابعد الإحتفالات في يوم التأسيس، التي شهدتها كافة مناطق المملكة العربية السعودية قبل أيام، شاهدنا صورة بصرية ذات أبعاد جمالية هادفة بطابع تنموي ينبعث منه استدامة بشرية تتوارثها الأجيال، فالاحتفال لم يكن بمعنى مظهر الفرح وإثارة البهجة، فقط، وإنما تجسيد للملامح وترسيخاً لفكر قادر على صناعة علاقة تنموية تسهم في تحقيق موارد آمنة تنبثق منها أجيال ومنظومة ذات علاقة بين عدة عناصر حيث تربط بين ثقافة الاحتفال وكيفية وصول المحتوى الهام الذي يتعلق في المناسبات الوطنية كيوم التأسيس.
- بالعودة إلى كيفية إيصال وإنتاج المحتوى سنجد أننا استطعنا تكوين فكرة شاملة ذات تفاصيل متعددة وأبعاد تاريخية تتعلق في يوم التأسيس الذي يضم كنوز معرفية ثقافية تتطلب تناقلها بطريق مواكبة ومناسبة، فمن «قرية التأسيس»، إلى «حكايات الدرعية» وصولًا إلى الدولة السعودية الأولى، وغيرها من أنشطة تنوعت داخل أروقة المنطقة الشرقية، تشكّل لدينا فكر بكيفية الاحتفاء لاسيما ان هذا اليوم يشكّل رابط ومصدر يتعلق بالهوية الوطنية، فالارتباط بين التاريخ والثقافة ينبثق من كيفية أن يؤدي كلًا منهما دوره المحوري، فالتراث ذو صلة بنا وكذلك التاريخ المرتبط أيضا بالعودة إلى جذور الماضي، ولذلك كثيراً ما نشير إلى التراث الثقافي محاولين التعمق بكيفية الحفاظ عليه ونقله بطريقة راسخة .
- الأبعاد التاريخية والثقافية، وغرس ثقافة تفعيل المناسبات الوطنية ما هو إلا ضمن ثوابت ومبادئ تتطلب مزيد من الجهود سواء داخل المؤسسات والأماكن العامة وحتى المنازل حيث نحتفي بإنجازاتنا وتأسيس دولتنا وأمننا وأماننا ومعرفة المزيد عن عاصمتنا الاولى وكل ما يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري، فالإعتزاز بالجذور والإرتباط الوثيق بها له أثر وتأثير ما يوصلنا إلى إرث ثقافي وحضارة لاتنضب، وعبر مظاهر الاحتفالات المتعددة وإقامة العروض الأدائية والتفاعلية قادتنا إلى لحظات تأسيسنا وكأن الزمن عاد إلى ثلاثة قرون وهو «يوم بدينا».

- للاحتفاء ثقافة معينة ترسم صورة تذكارية تمزج الماضي بالحاضر، ولذلك جاء الإحتفاء بتاريخ 22 فبراير 1727 ، ليكون شاهداً على ما حققت الدولة من مكاسب كثيرة في ميادين متباينة، كتحقيق الوحدة والأمن والاستقرار في المنطقة، كما يعد هذا التاريخ مستهل أولى خطوات التنمية والتقدم.