انخفضت أسعار النفط بعد مكاسب على مدى يومين، وسط إشارات على ارتفاع المخزونات الأمريكية في الوقت الذي تشير توقعات بأن أوبك+ ستمدد تخفيضات الإنتاج.
انخفض خام برنت القياسي العالمي إلى نحو 83 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بنسبة 2.5% خلال أول جلستين من الأسبوع، وسط قوة في الأسواق الفعلية. وكان خام غرب تكساس الوسيط أقل من 79 دولاراً. وأفاد معهد البترول الأمريكي، الممول من القطاع، أن مخزونات النفط الخام على مستوى البلاد ارتفعت بأكثر من 8 ملايين برميل، بما في ذلك مركز التخزين في "كوشينغ" بولاية أوكلاهوما.
أسباب تقلب أسعار النفط
اقرأ ايضاً: ارتفاع الذهب والفضة يعكس توقعات متباينة للمستثمرين في الأسواق العالمية
وفي المجمل، استقرت أسعار خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل خلال معظم شهر فبراير مع وجود علامات تشير إلى تشديد في السوق مع استمرار أوبك بلس في تخفيض الإنتاج واستمرار إعادة توجيه سفن الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر، وفق ما ذكرت منصة أويل برايس الأمريكية.
تأخر الشحنات
على سبيل المثال تبحث شركات تكرير النفط الأوروبية عن شحنات من حوض المحيط الأطلسي لتعويض ما يتأخر في الوصول إليها من الشرق الأوسط وذلك بزيادة المستغرق للوصول إلى أسبوعين على الأقل مع سلوك سفن الشحن المسار الأطول عبر رأس الرجاء الصالح الذي يتعين عليها قطعه للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا.
اقرأ أيضاً: توقعات تفاؤلية في بيتكوين بعد تجاوز سعرها 57 ألف دولار
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الخام من بحر الشمال وغرب إفريقيا هذا الشهر مما دعم أسعار خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل وعمق مسألة التخلف في منحنى العقود الآجلة.
يحدث التخلف عادة في أوقات العجز السوقية وفيها تكون أسعار عقود الأشهر الأولى أعلى من العقود الآجلة.
ويقول المحللون إن منحنى التخلف يشير إلى أن السوق تضيق أكثر مشيرين إلى أن الإمدادات قد تكون أقل مما توحي به معنويات السوق وحركة الأسعار.
أسعار النفط في أمريكا
وتتلقى أسعار النفط القياسية الأمريكية دعمًا أيضًا من ارتفاع الطلب على الخام الأمريكي في أوروبا بسبب انقطاع التدفقات في البحر الأحمر.
كما أن انخفاض الإنتاج والصادرات هذا الربع من منتجي أوبك بلس بقيادة المملكة أكبر المصدرين من الشرق الأوسط يدعم أيضًا أسعار النفط في الأشهر التي يكون فيها الاستهلاك العالمي للنفط أقل عادةً.
تستقر أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل هذا الشهر، متحدية توقعات المحللين السابقة لضعف الأسعار وزيادة العرض في السوق في بداية عام 2024.
النفط النيجيري
علاوة على ذلك، أدت الرحلات الطويلة للنفط الخام من الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب الأوروبي على النفط الخام من وجهات أقرب مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخامات النيجيرية.
وقال محللو شركة "إف جي إي" الاستشارية:" إن زيادة مستويات تحول مسارات الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر تبقي السوق في وضع مقيد حيث وصل حجم التحويلات إلى ذروة جديدة قدرها 1.6 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الأول من فبراير".
تراجع صادرات العراق
قال أرمين أزيزيان كبير محللي مخاطر النفط في "فورتيكسا" :"تراجعت واردات أوروبا من النفط الخام العراقي في بداية هذا العام "وتفاقمت بالتأكيد بسبب مخاطر عبور البحر الأحمر والتي دفعت معظم الناقلات التي تحمل الخام العراقي إلى أوروبا إلى الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس".
من ناحية أخرى، بلغت واردات الهند من الخام العراقي ما يقدر بـ 1.15 مليون برميل يوميا في يناير وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ أبريل 2022 وفقا لبيانات فورتيكسا.