خواطر الشهري


سقط أرضاً ولا يتحرك منه إلا عينيه مشاهدةً لحركة الناس المتجاهلين له، إلا ببعض نظرات شفقة ثم تودعه بمشهد ظهرها، وينسوا أنهم رأوه! وغيرهم من المستهترين الذين يرمون بعضاً من نفاياتهم عليه ثم يمضون في طريقهم وهم يضحكون! وآخرون يركلون من باب تفريغ الطاقة! وفي نهاية ما، يأتي من في قلبه رحمة ويهمّ بمساعدته.
ما موقفك إن حدث هذا أمامك! أو كنت أنت صاحب الموقف، وأنت من سقط أرضاً بعجز كامل، وتنتظر المساعدة ولا تجدها! المشهد السابق يتكرر كثيراً مع الأسف، ولكن ليس بالاتجاه الذي أخذك إليه خيالك أو وجهتك له، بسقوط فرد من البشر، بل هو بسقوط مجموعة من الحيوانات كالقطط والكلاب؛ حقيقةً لا أعرف لماذا يُسَد على الرحمة أمامهم، وقد يصل بعضهم إلى إيجاد ساديته تجاههم! ولماذا الاعتقاد السائد عن الحيوانات بأنها كائنات دون إحساس أو مشاعر!
نشُط مؤخراً مجموعة من الناس الرحماء لإنقاذ ما يستطيعون إنقاذه من الحيوانات، والوقوف على الإعلان عن تبنيها لمن يرغب أن يكون له صاحبٌ وصديق صدوق، ولنغضض قليلاً عن نرجسية القطط وحبها للتملك، لكنها من أهل الفزعة لأصحابها، واسأل من يصاحبها عن ذلك.
تظهر لي كثيراً قصص ومقاطع موجعة للحيوانات التي تحتاج إلى إنقاذ، ويرافقها الكثير من المعاناة التي يعاني منها المنقذون، كالمؤن الغذائية، والأهم التكاليف البيطرية.
لا أعلم إن كان يتوفر مستشفى بيطري حكومي، وإن كان هنالك مشفى لهم، هل هو في كل مدينة أم لا؟ لأن الحل الحقيقي هو المستشفيات البيطرية الحكومية، بسبب غلاء أسعار تطبيب الحيوانات، وجميل أن يكون هناك مستشفى حكومي أو مستشفى برسوم رمزية، ومنها نستطيع إنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيوانات المريضة والتي تعاني في الشوارع.
الإنسانية من أهم أعمدتها الرحمة، والرحمة لا تقتصر على المجتمع البشري، بل في كل شيء وعلى كل شيء.
@2khwater