فيصل الظفيري


- الجبيل وينبع قصة تحد وفخر سعودية بامتياز، حيث أنشأت حكومة المملكة العربية السعودية في عام 1975 ميلادية هذا الجهاز الحكومي الفريد من نوعه في ذاك الزمان، بميزانية مستقلة ورأس مجلس إدارته في بداياته الملك فهد بن عبد العزيز- رحمه الله- بهدف دعم هذا الجهاز الحكومي ومساندته، حتى يحقق أهدافه المرسومة، وأصبح هذا الجهاز مضرب مثل في الإنجاز والجودة، عبر إنشاء مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين طبقت فيهما أفضل المعايير الهندسية في بناء المدن، وهما في وقتنا الحاضر من أفضل مدن العالم في تحقيق مستهدفات جودة الحياة.
- وباستقرار تجربة الهيئة الملكية ونجاحها في إدارة المدن الصناعية أضافت لها حكومتنا الرشيدة مدينتين صناعيتين واعدتين هما رأس الخير في المنطقة الشرقية ومدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية في الجزء الجنوبي الغربي من مملكتنا الغالية، ويُستهدف لهما - بإذن الله- تعالى أن يكونا كالجبيل وينبع من ناحية التميز الصناعي، وقصة التحدي في الهيئة الملكية للجبيل وينبع قصة تميز مستمرة، حيث بدأت حينما قيض الله لها رجالا مخلصين منذ تأسيسها وحتى يومنا الحاضر استطاعوا بفضل الله تعالى ثم بفضل الدعم الكبير لحكومتنا الرشيدة صناعة نهضة استمرت إلى يومنا هذا، وهناك سبب ٱخر لتميز مدن الهيئة الملكية هو وجود خطة عامة لكل مدينة، شارك في صياغتها أفضل الشركات العالمية المتخصصة وهما بكتل في الجبيل وبارسونز في ينبع، وهي خارطة طريق لنمو هذه المدن وأساسٌ لنهضتها، حيث حافظ القادة الذين تعاقبوا على الهيئة الملكية على هذه الخطة العامة التي تُحدث كل فترة من الزمن بما يتناسب مع التطورات العالمية، والتزموا بها، وهي التي جعلت هذه المدن مستدامة ومتوافقة مع ما يحدث من حولها من تطورات في مختلف المجالات.
- واليوم تحتفل الهيئة الملكية للجبيل وينبع بيوبيلها الذهبي وهي في قمة النضج الإداري والمعرفي والمهاري، حيث استطاعت تصدير كفاءتها الإدارية لقيادة ومساندة كثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية، ولم تكتف بذلك بل ساهمت عبر برنامج للشراكات في نقل تجربتها الفنية والإدارية للكثير من المنظمات والمؤسسات الحكومية، وكانت ولا زالت مصنعا للرجال عبر قطاعها التعليمي المتطور والمتوافق مع متطلبات سوق العمل بمختلف مستوياته في الجبيل وينبع، والذي يمد الصناعة والكثير من الجهات الحكومية والخاصة بالكفاءات الوطنية المؤهلة لسوق العمل، حتى تبوأت المراكز الٱولى في توظيف خريجها لعدة سنوات حسب تقارير المرصد الوطني للعمل، أنني أشعر بالفخر لأنني كنت أحد منسوبي هذا الجهاز الفذ لفترة طويلة من الزمن وعاصرت كثيرا من القادة والأحداث المهمة التي مرت على الهيئة الملكية للجبيل وينبع وستبقى هذه الذكريات الجميلة ما بقينا في هذه الحياة، متمنين لهذا الجهاز العظيم كل تقدم ونجاح، وأن يكون كما عهدناه مساهما رئيسيا في النهضة الصناعية لمملكتنا الحبيبة وأساسا لجودة الحياة في مدنها المستدامة.
@dhfeeri