خالد الشنيبر


خطوة مهمة ضمن برنامج لإستقطاب الجامعات العالمية في المملكة، تم في الأسبوع الماضي الاعلان عن الترخيص لجامعة «ولاية أريزونا الأمريكية» وجامعة «ولونغونغ الاسترالية»، بفتح فرع لكل منهما في السعودية وممارسة أعمالهم وتقديم برامج تعليمية وبحثية وابتكارية عالية الجودة، وفي هذا المقال سأتطرق لوجهة نظري الشخصية عن هذه الخطوة، وهل تعتبر كافية لتطوير مخرجات التعليم في المملكة.
في السنوات السابقة حظي التعليم العام باهتمام تجاوز الاهتمام بالتعليم التقني والتدريب المهني، وغالباً نجد هناك نظرة تميل للسلبية تجاه التعليم التقني والتدريب المهني ومؤسساته داخل المملكة بسبب ضعف المخرجات، ولذلك أرى أن في الوقت الراهن حاجتنا الأساسية هي التركيز على التعليم التقني والتدريب المهني وتكثيف الجهود لتحسين نوعية مخرجاتهم ومستويات المهارة المهنية لديهم حتى نواكب المستويات العالمية، ونرفع من قابلية التشغيل لخريجي المعاهد والمؤسسات التقنية ومراكز التدريب المهني، حتى نعزز من دورها في تلبية الاحتياجات المطلوبة لتنفيذ العديد من المشاريع الضخمة والمتنوعة في المملكة.
كوجهة نظر شخصية أرى الحاجة بشكل أكبر لاستقطاب كليات ومعاهد تقنية ومهنية عالمية قبل استقطاب الجامعات، فمن خلال تشخيص حال مخرجات كلياتنا ومعاهدنا التقنية الحالية مع واقع سوق العمل، سنجد أنها لم تصل للمأمول منها، وهذا الواقع يعتبر أحد الأسباب في ارتفاع عدد العمالة الوافدة بالتخصصات الفنية والتقنية بمعدلات عالية مقارنة بعدد الأيدي العاملة السعودية في نفس تخصصاتهم.
الاستقطاب يتطلب منح حوافز خاصة، ولذلك من الأمور المهمة لنجاح توجه الاستقطاب العالمي للجامعات والكليات والمعاهد وضمان استدامتها؛ هو وجود برنامج وطني للمنح والقروض الدراسية، والتركيز على التخصصات التي تساهم في تشغيل المشاريع والبرامج التنفيذية التي تندرج تحت رؤية المملكة وتحقيق مستهدفاتها، بالإضافة للتخصصات النادرة التي تلبي احتياجات السوق، والاهتمام بإختيار التخصصات من خلال ربط التواجد المكاني لتلك المؤسسات التعليمية مع الميز التنافسية في المناطق التي ستتواجد فيها، حتى نصل لمخرجات يُستفاد منها مناطقياً بشكل أكبر.
من جهود المملكة لجذب المواهب العالمية وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي، تقدم المملكة رعاية متميزة للطلبة الدوليين، وتمنح تأشيرة التعليم المخصصة للطلاب والباحثين الأجانب الراغبين في الدراسة أو البحث العلمي في المملكة، وتهدف هذه التأشيرة إلى تشجيع الطلاب والباحثين الأجانب على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية في المملكة وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين المملكة وبقية الدول، كما تهدف إلى توفير بيئة ملاءمة للطلاب والباحثين الأجانب للتعلم والابتكار داخل المملكة.
في الوقت الحالي يدرس في الجامعات السعودية طلاب من أكثر من 170 دولة حول العالم، وتمنح المملكة فرصا لجميع الطلاب الدوليين والباحثين والمتدربين للتسجيل في جامعاتها عبر البرامج التعليمية المختلفة والمتنوعة مثل برامج ماقبل الدبلوم، وبرامج الزيارات البحثية، والتبادل الطلابي بالإضافة لبرامج التدريب، ولتعزيز هذا التوجه فبالتأكيد نحن في حاجة لإستقطاب العديد من فروع الجامعات والكليات بالإضافة للمعاهد التقنية العالمية.
ختاماً؛ مكتسبات عديدة متوقعة من عملية الاستقطاب لفروع الجامعات والكليات بالإضافة للمعاهد التقنية العالمية، ومن أهمها تحسين جودة أنشطة التعليم ومخرجات البحث العلمي والابتكار، وتحسين مخرجات التعليم بشكل أفضل من الوضع الحالي، ولا ننسى أيضاً الحد من عملية هجرة الأدمغة والتي تعرف بـ «The Brain Drain»، بالإضافة لفتح المجال أمام السياحة التعليمية التي ستجذب الطلبة من الدول المجاورة وسيكون لها انعكاسات اقتصادية على كثير من الأنشطة الأخرى.
@Khaled_Bn_Moh