محمد السهلي
** كان حفلا راقيا ذلك الذي اقامته غرفة المنطقة الشرقية لتكريم الاعلاميين في المنطقة,والذي جاء ضمن التواصل الاجتماعي اللافت الذي تتبناه الغرفة بقيادة رجالها,وكانت روعة المكان والحضور تفوق الوصف وهم يستمعون الى تجربة ذلك الاعلامي الفذ عثمان العمير الذي كان ضيف الشرف وهو الذي يحفل مشواره الصحافي بالعديد من المحطات التي تستحق التوقف عندها والاستفادة منها خاصة لنا كجيل اعلامي نأتي مكملين لمشوار العديد من الاساتذة في المجال,,,** استندت تجربة الاستاذ عثمان العمير كما قال على الجرأة والمغامرة في طرحه الصحفي وشدني قوله ان الصحفي الذي لا يشعر بالخطر ولا يعيش محاطا به ليس صحفيا, كما كان ملفتا من حديثه للاعلاميين انه شديد الايمان بالتكنولوجيا والعلم وهي في واقع الحال خصلة حميدة , ولكن ايمان العمير المطلق بالتقنية والعلم بدا متضخما الى درجة انه الغى ما سواها , ولم ينتبه الى ان العلم الذي حباه الله للانسان ماهو الا قطرة في بحر كبير لن يصل له العقل البشري وهذه ارادة الاهية..** كان اكثر ما قاله العمير اثارة خلال الحفل هو اعلانه ان الصحافة الورقية اصبحت جنازة تنتظر الدفن , وهي النظرية التي كانت مثار استغراب الزملاء الاعلاميين , وكأن الاستاذ القدير برأيه ذلك يقدم برهانا على حبه للمغامرة واثارة الجدل, رغم انه لم يطرح ذلك الرأي لاول مرة , فقد قاله العام الماضي في دبي عندما حدد مهلة لنهاية الصحافة الورقية لاتتعدى خمسة اعوام..!** كرر الاستاذ العمير رأيه بمدينة الخبر وكال مديحا وقناعة ملفتة بالمواقع الالكترونية , وانها ستصبح المصدر الاوحد للصحافة المكتوبة , وربما غاب عن استاذنا القدير ان سفينة مرت في المحيط الهندي قبل عدة اشهر تسببت في قطع احد كيابل الانترنت وغابت على اثر ذلك صحيفة ايلاف الالكترونية وجميع اخواتها من مواقع النت الاخبارية عن الحياة عدة ايام..!**نتفق مع الاستاذ العمير على دور المواقع الاخبارية الالكترونية في تقديم مادة اخبارية تتميز في بعض الاحيان عن ما تنقله الصحافة الورقية , ولكنه ربما يختلف معنا في ان الصحافة الورقية طوعت التكنولوجيا لخدمتها واصبحت تلك التقنية المذهلة في خدمة مطابع الصحف الورقية ووسيلة من وسائل التحرير الصحفي الورقي ,كما ان المواقع الاخبارية اصبحت مصدرا من مصادر اخبار الصحف الورقية المتعددة مثل وكالات الانباء والقنوات الفضائية والمراسلين وخلافها..** عندما ظهر الراديو قيل ان الصحافة الورقية ماتت , وتكرر القول مع ظهور التلفزيون , وزاد الاصرار مع انتشار القنوات الفضائية , ورغم ذلك ظلت الصحف الورقية صامدة في وجه التحديات وظلت مصدرا مهما من مصادر المعرفة لايمكن الاستغناء عنها, ولان الاستاذ العمير حدد وقتا قريبا لنهاية الصحافة الورقية لايتجاوز الاعوام الخمسة , فلن يطول انتظارنا طويلا وقد نتناقش في ذلك الرأي مستقبلا مالم يطلب انصار تلك النظرية مهلة اخرى,, رئيس قسم الاقتصاد M88z@hotmail.com