سعود القصيبي

@SaudAlgosaibi


انتهى السبت الماضي أكبر محفل للتمور بالخليج العربي وهو مهرجان تسويق تمور الأحساء المُصنّعة "ويا التمر أحلى 2024" بالأحساء وسط حضور بلغ مليونين ومائتي ألف زائر من داخل المملكة وخارجها وخاصة من دول الخليج وهو ما ميز نسخ هذا المهرجان عن كل مهرجانات المملكة المشابهة. كذلك لتكوين عامل جذب للزوار تضمن المحفل عروض أدائية متنوعة. في هذا المحفل يتم تسويق الأحساء كعامل جذب سياحي للواحة من خلال العارضين ومن خلال ما يطرح من منتجات للتمور. ولعل ما يميز أهل الأحساء حبهم وشغفهم بالنخلة فهي جزء لا يتجزأ من الموروث الشعبي ومن الهوية المحلية المتأصلة عبر التاريخ. وكل عام نشاهد المنتجات المبتكرة من التمور ومن حتى نواتها وسعفها. فهذا العام شاهدنا اطلالة اول منتجين من نوعهما الأول عطر من التمر والآخر منتج بودرة من سعف النخيل منافس للماتشا اليابانية.

هذه المميزات من الإبداع ومن الثقافة المحلية من مهارات البيع لا نجدها الا بالأحساء. فقلما نشاهد بهذا المحفل بائعا وافد كما في بعض المناطق من أسواق التمور والتي تباع اغلب تمورها من عمالة وافدة. وكذلك من منتجات من تمور مستوردة من مناطق أخرى فتفقد عامل الجذب للزوار والميزة النسبية. ونسخة هذا العام فاقت النسخة السابقة. ولعلنا في الأعوام القادمة نشاهد نسخا أفضل في مكان أوسع. فعدد الراغبين من المصانع والمبدعين كبير بالمقارنة مع أعداد المتوفر من محلات العرض.

من المشاهد بالمهرجان ان سمح لعدد من مصانع التمور بالقصيم بالتواجد رغم ان الأخيرة تمنع بيع منتجات المناطق الاخرى من التمور بدواعي الخصوصية. ولعلها خير شاهد على اهل الاحساء المعروفين بسماحتهم ومن الكرم والترحيب بالضيف رغم المنافسة وهو موقف يستحق الإشادة. كذلك من المشاهد تلك الوفود الكبيرة من اهل الخليج وخاصة الكويت والبحرين وقطر وهي تدل على الربط التاريخي لدول الخليج العربي رغم ان المهرجان لم يسوق إعلاميا بدول الخليج. ولعنا في النسخ الجديدة نشاهد تنسيقا إعلاميا يغطي هذه الدول وكذلك من تنظيم سياحي بالطائرات ومن باصات تنقل الزوار إليها من ضمن برامج سياحية من مرشدين.

استمرار نجاح المهرجان سنة بعد أخرى شاهد على كفاءة أمانة الأحساء في تنظيم الفعاليات ولعله مؤشر على ما هو قادم، ولعلنا أيضا نقف لنستهدف خمسة مليون زائر، ونظم غيرها من منتجات زراعية كالرز الحساوي وأيضا العسل في محاولة لإشهارها وتسويقهما محليا وخارج الواحة. فعسل طلع النخيل وعسل المشموم الاحسائي من اجود الأصناف إلا ان ليس لهما شهرة ويسوقا غالبا على أنهما من السدر. بالإضافة الى ضم تمور القطيف الغائبة عن هذا المهرجان وكذلك مزارعي الرز الاحسائي.

دشن هذا المهرجان للتمور المصنعة بالأحساء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية الذي أكد من خلال تصريحات إعلامية له، على أهمية استثمار المنتج الوطني الزراعي "التمور" والتوسع في اتجاهات تسويقه تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030، وتدعيم ذلك بتعزيز النمو في إنتاج التمور ومُشتقاتها عبر أحدث التقنيات وأعلى معايير الجودة بما يُسهم في زيادة صادرات التمور إلى دول العالم، وتحويلها من منتج زراعي إلى منتج اقتصادي واستثماري له أثر على الناتج المحلي.. وأشار إلى الاستغلال الأمثل لما تمتلكه الأحساء من مقومات وما تزخر به من فرص وإمكانات إستراتيجية لدمج أصالة الثقافة والتراث، منوهاً سموه بما حققه المهرجان من نمو متصاعد لتسويق التمور في الثمان نُسخ الماضية، ليُحقق اليوم القفزات النوعية نحو تحقيق سير الأهداف، ليكون المهرجان رافداً لإثراء القطاع السياحي للمنطقة؛ نظير ما تحمله الأحساء من ملفات عالمية وإقليمية، في ظل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة.

سعود القصيبي