د.محمد العرب


- مؤتمر ليب ‏وهو المؤتمر التقني الدولي السنوي الذي يُقام في مدينة الرياض، ويعد أضخم مؤتمر ومعرض تقني يهتم بمستقبل التقنيات ودورها في ازدهار البشرية الأكبر من حيث الشركات والتقنيين ومساحة العرض وعدد الزوار، النسخة الثالثة كانت الأكبر، وقد شهدت استثمارات جديدة لتسريع قطاعات الألعاب والمدفوعات الرقمية والحوكمة التقنية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الفضاء، أما المحاضرات والندوات لرواد القطاع العالميين، فقد قدمت رؤى متميزة مدهشة حول المنظومات التقينة من المدن الذكية إلى الفضاء وثورة الروبوتات المعرفية.
- الحدث التقني الأكثر حضوراً في العالم يرسم سنويا ملامح التكنولوجيا عالميا، ومع توقعات أن السنوات العشرة القادمة ستشهد دورًا حيويًا للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مما يساهم في تحولاتنا الاجتماعية والاقتصادية، والتقدم الهائل في التكنولوجيا في تغيير طبيعة العمل وزيادة الكفاءة في العديد من الصناعات، كما أنه من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في تحسين قرارات الأعمال وتوجيه السياسات الحكومية بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحسين الحياة اليومية للبشر.. نعم بفضل التكنولوجيا ستتطور وتتحسن الخدمات الطبية والرعاية الصحية، مما يسهم في تقديم رعاية صحية أفضل وأكثر فعالية للمرضى وسترتقي التقنيات الذكية بمستوى التعليم والتدريب، مما يسمح بتوسيع إمكانات التعلم عن بعد وتطوير أساليب تعليمية مبتكرة وسيصبح الناتج المحلي للبلدان محكوما بمدى انخراطها علميا ومعرفيا في ثورة التقنيات الحديثة، باختصار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستشكل جزءًا أساسيًا من حياتنا خلال السنوات القادمة، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة وتحسينات شاملة في مختلف جوانب حياتنا.. الرياض الذي حسمت المنافسة لصالحها في كونها عاصمة الإعلام العربي وملتقى طرق السياسة والاقتصاد اليوم تؤكد أنها عاصمة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وترفع لواء الفضاء والاستثمار بالفضاء، نعم الاستثمار في الفضاء وتلك قصة اخرى كبيرة سيكون للسعودية فيها نصيب الأسد.
- شخصيا رصدت وتلمست حقيقة أن الروبوتات المعرفية ستكون الورقة البشرية الرابحة في التطوّر الرقمي والتي بوسعها أن تكون شريكا فاعلا للبشر في المجتمع الحديث، وإن كان التحدي الأبرز سابقا يكمن في ضمان تحقيق الفائدة القصوى للبشر كنتيجة لتمكين الروبوتات وتطوّر الذكاء الاصطناعي، فيبدو أن التحدي حسم بتحقيق عوامل توفير الوقت ومضاعفة الإنتاجية ومع التوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي سيؤهله للقيام بالمهمات التي لا يرغب الإنسان القيام بها وإن الاستعانة الواسعة بالروبوتات وتحول تلك الاستعانة من السوق المتخصص إلى الأسواق الرئيسية هي مسألة وقت بعد أن تكتمل تكنولوجيا الروبوتات بتطور القدرات البصرية والسمعيّة والحسية، ناهيك عن عامل التفاعل بأمان مع البيئة البشرية.
-واستناداً إلى ما شاهدته شخصيا في الملتقى الأهم عالميا، ستشهد المملكة اعتماداً واسع النطاق للتقنيات المتقدمة، وتحولاً حقيقياً من الاعتماد على النفط باعتباره المورد الاقتصادي الاستراتيجي الرئيسي لتصبح مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا التقليدية والناشئة.
@malarab1