عبدالله العزمان يكتب:


- تكلمنا في مقالنا السابق عن أم المومنين خديجة بن خويلد -رضي الله عنها-، وكيف أنها كانت زوجة مثالية، حريا بالنساء أن يقتدين بها، وهنا نستعرض بذرة من بذور تلك المرأة النقية، نتحدث هنا عن زينب رضي عنها وأرضاها، لنستعرض روعة وفائها لزوجها رغم أنه لم يكن على دينها باديء الأمر.
- فعندما بعث النبي عليه الصلاة والسلام، صدقت زينب وأمنت رضي الله عنها وهي ابنة الصادق المصدوق، ولكنها رغم ذلك، لم تفارق زوجها رغم عدم إيمانه وتصديقه، بل إنها لم تهاجر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وبقيت في مكة، حبا ووفاء لزوجها، ثم عندما نصر الله رسوله وجنده في غزوة بدر الكبرى، و»لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب في فداء أبي العاص، قال وبعث فيه بقلادة لها كانت عند خديجة، أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فقالوا نعم».
ثم لما عاد أبو العاص من أسره، بعث بزوجته وحبيبته، إلى المدينة، لوعد قطعه على نفسه عند رسول الله عليه الصلاة والسلام، لأن الإسلام يفرق بين الزوج وزوجته، وعند ذلك لم يكن بدا من ترك زوجها ، وقد أمر الله ورسوله بذلك، فهاجرت وفارقت الزوجة المحبة، الزوج المحب، ثم إن أبا العاص، ترك القتال بعد بدر وانشغل بالتجارة، وفي إحدى سفراته ببضائع قريش إلى الشام، وفي طريق العودة قابلته سرية من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ما معه من المال، وأسروا من معه، ولكنه فر هاربا منهم، حتى دخل المدينة، واستجار بزوجته زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأجاز النبي جوارها، واسترضى السرية ليردوا إليه ما أخذوه من الأموال، وعلم أبو العاص، أن الزوجة الوفية، لا تنسى المعروف والود والعشرة الطيبة، فكانت هي الركن الذي يستطيع أن يركن إليه وقد أصبح ملاحقا، وأنظر إلى وفاءها وهي تتكبد المتاعب من أجل زوجها الذي فارقته، فأي وفاء هذا الذي كانت تحمله ابنة خديجة رضي الله عنهما.
-خلاصة القول، الوفاء خلق عظيم ومنهج راق، كانت العرب قديما تتفاخر به ، ولا شك في أن أجمله وأروعه، ما كان بين الزوجين، فما بينهما ينبغي أن يكون أكبر من اي خلاف، وأعلى من أي عقبة، وأحلى من أي قصة حب رومانسية تكتب وتروى دون حقيقة مشاهدة.
@azmani21