شيخة العامودي تكتب:


أحاديث النفس منوعة الروافد متشعبة المواضيع تدور ما بين فكر وتحليل ما بين تقرير وتأويل ما بين تأمل وتذكر واستقصاء ويبرز من بين أحاديث النفس حديث عميق، جذوره متصلة بين العقل والقلب والروح ألا وهو الاستفهام.
الاستفهام الذي تطرحه أو تطرحه ذاتك عليك»استفهام بليغ» دائما يتطلب جرأة عند الطرح وعمق تفكير قبل الإجابة، لا يُطرح إلا لأسباب و دوافع منها على سبيل المثال إرادة تمكنت منك وطالبتك عبر سؤال بردة فعل، أو يأس تملكك فلجأت للسؤال ليبعث في ذاتك الأمل أو التخلي، أو حزن بلغ منك مبلغا عظيما وعبر السؤال استصدرت له أمر نفي و ابدلته بساكن جديد ،أو طرح مقصده تحفيزك لاتخاذ قرار في اعتزال مكان أو هجرة عمل أو التبصر في حال قريب أو صديق، وأشياء كثيرة عندما تريد التوقف عندها أو التركيز عليها يُطرح ذاك السؤال لتنفذ الإجابة.
قد يكون أول سؤال سألناه أنفسنا في صغرنا كشف لنا ما يفعله السؤال في تتبع الإجابة والتوصل لحل ليكون حافزا أو يخفف عنا معاناة أو يأخذنا لنقطة سلام « لماذا ندرس؟ «، في تلك المرحلة تعلمنا طرح السؤال وجهلنا كيف نتوصل للإجابة فلجأنا لوالدنا أو والدتنا وحصلنا على الإجابة عندما كانت إجابتهم عكسا للسؤال،» قل لي أنت لماذا تدرس ؟ « ورغم أننا عجزنا مسبقا عن الإجابة وجدنا أنفسنا نستحضرها ببيان وتبيان.
وتعلمنا أن السؤال الذي مركزه نحن لا أحد يستطيع الإجابة عنه سوى أنفسنا، ومن تلك الأسئلة التي أعتقد إنني وقرائي الأعزاء دارت استفهاماتها في فلك ذاتنا، لماذا أحببته؟ لماذا كرهته؟ كيف ومتى سأتجاوز الأمر؟ كيف أسامح؟ هل سأتمكن من البدء من جديد؟
أسئلة كثيرة تدور تطرحها ذاتك على ذاتك دون رقيب وإجابتها تُملِكُكَ مما تريد، وسأوصيك بسؤال بما أننا في قوالبها قد نتشارك و نتفق على طرحها كل بصيغته وفي الوقت الذي يريد ،لماذا يعيد الله رمضان كل عام؟
*إضاءة :
ما فاتك أدركه، وما حسنته جوده، وما ألفته جدد نظرك في مميزاته لتقبل عليه ببعضك وأبعاضك وكلك تبذل وتجتهد
@ALAmoudiSheika