د. عبدالوهاب القحطاني


الحديث عن السلام العالمي في وقت تتزايد فيه الصراعات والأزمات السياسية والاقتصادية في هذا العالم الذي كثرت فيه الحروب والصراعات هنا وهناك، لقد قتلت الحروب ملايين البشر حول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط في سوريا والعراق وليبيا والسودان واليمن، وكذلك في روسيا وأوكرانيا، تحفز الأهداف السياسية والاقتصادية على الحروب والصراعات في أماكن من العالم، وتشعلها دول عظمى من أجل ثروات تلك الدول الأقل نفوذاً سياسياً واقتصاديا وعسكريا، تحاول الدول العظمى الحصول على مواقع استراتيجية في تلك الدول التي تتمتع بثروات طبيعية لتمكين تدفقها إلى أسواقها بأقل ما يمكن من الحواجز والتكلفة، التحديات والصراعات بين الدول العظمى من أخطر ما يواجه العالم اليوم لأنها تمتلك السلاح النووي الفتاك، العالم اليوم في مفترق طرق بالنسبة للسلام العالمي وقيادته التي تكاد مفقودة منذ زمن طويل.
العالم بحاجة لقيادة محايدة للسلام، بحيث لا تنحاز لطرف على حساب طرف آخر. العدل في قيادة السلام العالمي أساسي وإلزامي، إن الحيادية في قيادة السلام العالمي من أهم صفات القيادة العالمية للسلام لجذب الأمم نحو السلام العالمي. لقبول قيادة السلام العالمي مستلزمات عديدة منها عدم الحزبية والابتعاد عن الطائفية وتشجيع الانفتاح الفكري وعدم الانغلاق الذهني وفهم مصادر النزاع بين الدول وطرق ووسائل حلوله بما يرضي الأطراف المتنازعة لتصل إلى السلام. عدم العدل والطائفية والتحيز أسباب تشعل النار بين الدول التي في وضع غير سلمي. يتنافى تحقيق المكاسب المالية من وراء قيادة السلام العالمي، بل تتطلب قيادة السلام العالمي تطوير المؤتمرات والمنتديات والورش المفتوحة والاستثمار فيها. تشكلت هيئة دولية تحت مسمى هيئة السلام العالمي - Global Peace Foundation -، وهي هيئة عالمية غير ربحية وغير طائفية وغير منحازة.
للتعليم دور فعال في تطوير العقل البشري على أهمية التعاون بين الأمم من أجل سلام عالمي مستدام يحفظ العالم من الحروب، تقارب الثقافات بخصوص أهمية السلام العالمي في غاية الأهمية، كذلك تلعب سياسات الدول دورا في التقارب العرقي والطائفي على أساس الاحترام المتبادل، خاصة حفظ حقوق الأقليات سواء العرقية أو الطائفية لتنمية السلام العالمي بين الأمم، لا بد من تغيير بعض المفاهيم الذهنية والانفتاح على ما يشجع على السلام العالمي بين الدول والأمم والأعراق والثقافات، فكل له معتقده ودينه، مناهج التعليم في دول كثيرة بحاجة لمراجعة جدية لنبذ الكراهية بما في ذلك كنائس التهييج ضد الإسلام والمسلمين. بعض الدول التي تزعم الديموقراطية تديرها تيارات دينية متطرفة تنادي بطرد المسلمين منها، بل وإبادتهم، وهي أحزاب متطرفة تعترف بها الحكومة.
برامج إعداد الشباب حول العالم من أجل تحقيق السلام العالمي من الضروريات لما لها من دور كبير في بناء الشباب في الدول وغرس ثقافة السلام العالمي وتنمية مهاراتهم وتواصلهم، لقد أثر التواصل الأممي عبر برنامج تيك توك في مفهوم السلام والعدالة ما جعل حكومة الرئيس «بايدن» تحاول حجبه بينما يعارضه الرئيس السابق ترامب، تبني البرامج الفعالة التي تحفز قيم السلام العالمي وتقويه بين مجتمعات الشباب حول العالم. تمكين الشباب فكرياً وسياسياً في شأن تحفيز السلام العالمي، وتقوية القيم الداعمة للسلام العالمي أولوية لكافة الأمم المحبة للسلام. وأخيراً يعتمد الاقتصاد، خاصة اقتصاد الطاقة ومجالات عديدة على السلام الإقليمي والسلام العالمي بقدر كبير.
كلية الأعمال KBS
@dr_abdulwahhab