ماجد السحيمي

مع كثرة التواصل بين الناس سواء واقعيا أو افتراضيا وسهولة توفر كثير من السبل الى ذلك , أصبحت النقاشات وطرح المواضيع اكثر فاعلية وربما موضوعية.

النقاشات والآراء تُبنى على الميول أو التوجه أو الاهتمام او مقدار الحياد والانصاف لدى المتحدث وربما أسباب اخرى اجهلها او تجهلني , المهم أن كل ذلك يؤثر على الرأي المطروح لمادة النقاش , كما أن المتلقي أيضا يستمع لذلك الرأي لنفس النقاش وهو متأثر كذلك بالميول أو التوجه أو الاهتمام او مقدار الحياد والانصاف. الى هنا الامور في السليم , المشكلة الكبرى والعظمى هي ما بعد ذلك حين تتقاطع الآراء والتوجهات أو بالاصح ما بعد ذلك التقاطع لان التقاطع أيضا لا مشكلة فيه , يتم تصنيف الناس بـ "مع" فقط أو "ضد" فقط , فإن لم تكن معه فأنت بالتالي وبشكل تلقائي ضده , وينطبق عليه القول الشائع ان لم تكن معي فأنت ضدي .

هنا تُضرب كل عوامل التعايش والتكامل عرض الحائط وكأن البشر يجب أن يكونوا موجة واحدة وسط البحر , نعم ان كانت القضية تخص الدين او الوطن او اللحمة فهنا القول واحد والاتجاه واحد ولكن اذا كان الاختلاف لا يفسد للود قضية فمالمانع ان نقف بشكل متوازٍ لا نتبنّى اراء بعضنا ولكنا لا نعارضها فتمضي الحياة بسعادة وسلام وطمانينة. الكثيرون يطرحون مواضيع الحياة المختلفة كالتربية والسفر وبناء المنزل السيارات والأمور الاقتصادية والزواج و كأن الحلول لمشاكلها كتاب واحد لقول واحد لا ثاني له , قلنا ان الآراء تتعدد وتتنوع بتعدد وتنوع الثقافات المختلفة للناس , بعضهم يريدك إما ان تكون خلف طابوره داعما ومساندا ومصفقا ومشجعا أو في الطابور المعاكس أمامه معاديا رافضا شاجبا مستنكرا , كل هؤلاء لا يدركون اننا من الممكن أن نتكامل ولا نتقاطع .

لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعلم الحياة وسيد البشرية دروس لا نهاية لها , كان يمانع ويقبل ويرفض ولا يعارض وينهى ويبيح ويشترط ويزجر ويُبيّن ويوضح ويستثني ويعمم ويخص.
@Majid_alsuhaimi