خواطر الشهري


يستسهل بعض من الناس الطريق الطويل ويستميت في السير عبره، رغم وجود طريق مختصر! والسبب، عدم رغبته في المواجهة المباشرة، أو محبته في خوض دراما يشغل نفسه فيها لفترة من الزمن ليعيش دور المظلومية! والمضحك إن أشغل نفسه في التخطيط على المؤامرات، أو «رد الاعتبار» وهو سالك لطريقه الطويل ليزيد المسافة أكثر.
لماذا عندما نغضب أو نختلف مع شخص، لا نتناقش معه حول هذا الموضوع، لحلِّه وإنهائه في ذات اللحظة، أو على الأقل بعد سوء الفهم بخمس دقائق! لماذا نسلك الطريق الطويل و»نتحلطم» للغير، لتكون منفذاً للتنفيس عن هذا الغضب أو سوء الفهم! وإطالة الاستشفاء -في حال تم ذلك- التي تحدث بعد وصولنا إلى نقطة المناقشة، أو مرور فترة من الزمن تُنسيك ما حدث؛ والحل بكل بساطة هو التَحدُث!
تعال! الموضوع المزعج هو هذا وذاك، ما هو ردك؟ ومع بعض الردود المتبادلة ينتهي ويتلاشى الاختلاف! انتهى! تم إغلاق الموضوع! أين الصعوبة في ذلك؟ دقائقنا كثيرة! أيامنا! أعوامنا! هل الحياة باختلافي مع هذا الشخص أفضل؟ ما هي الصعوبة؟
أحياناً تكون الأنا عالية جداً حتى من الشخص نفسه على ذاته، فيعتقد أن وجوده يُبعد جميع الأخطاء التي قد تصدر منه، أو تمنع من الصدور ممن هم حوله! فينتفض إن أخطأ شخص عليها - وهماً منه بالخطأ- وعلى ذلك حتى أن ثقافة الاعتذار وليست فقط النقاش، معدومة؛ فيكتفي بالاعتذار الجماعي نهاية كل عام، وهو بحد ذاته حدث عظيم!
تسهيل أو تصغير بعض الاختلافات يُعد أمراً واجب الحدوث، فإلى متى نبني الحواجز دون أن نتناقش ونفهم، وقد يكون بناء الحاجز أمر لا بد منه! ولكنه أتى بقرارٍ بعد وضوح الرؤية كاملة، لماذا خيار إبعاد الغير هو الأسهل، مع أن فرصة إيضاح وجهة نظره بسيطة وممكنة، وقد تكون صحيحة.
استغرب حقيقة من الشخصية المنافقة ذات الوجهين، التي قد تعترضها مشكلة بينها وبين شخص آخر، وتسلك الطريق الطويل، وتتحمل بالحقد، وتتسلح بما يؤذيه، وتضعه في دائرة الشخصنة والكره؛ وفي ذات الوقت، تبتسم وكأن شيء لم يكن! هل هو مرض؟ مستوى عالٍ من الخبث؟ أم غباء وسوء تدبير؟
النقاش يضفي أهمية هذا الإنسان لك، وحتى إن كان غير هام، فمنحك فرصة الايضاح هي ميزة تُوضِح فيها قوة قراراتك وصحتها، وتدع قلبك أبيض لا يُدنسه سواد الحقد المظلم ولا ضياع العمر فيمن لا يستحقون.
@2khwater