عبدالكريم الفالح


- قال لي صاحبي: لا يمكن أن تكتب وأنت تنتظر الشفاء، في صومعة الشقاء. قلت له: ها أنا أكتب، فمن المعاناة يتولد الإبداع. هذا هو شغفي بالكتابة يتزايد. كلماتي تتوالى، ولعي «بحياكة» الحروف تتكاثر حتى تبزغ أمامي سجادة ملونة أو وشاحا منمقا، الكتابة على إيقاع المرض. في حضرة المرض بديعة، ينتفض الحرف. تشرق كلمات في أعماقنا. «كلمات ليست كالكلمات».
- وإذا أصابني مرض- أي مرض- تزداد رعشتي وتضعف قوتي، لا أستطيع حتى صعود الدرج إلا بمساعدة شخص. أصل إلى غرفة النوم منهكا، أكتب الآن وأنا في مركز صحي حكومي بالرياض أنتظر دوري بالدخول، وجزى الله حكومتنا خير الجزاء، فوزارة الصحة تكشف عليك وتقدم لك الوصفة، فإذا أردت صرفها من صيدلية تجارية يمكنك ذلك والا يرسلونها إلى منزلك كما يقول أحد موظفي المركز، سألته كم تأخذ من الوقت. قال لا أعرف، هذه الخدمات من الحكومة السعودية لمواطنيها وغيرها كثير لا تجدها في دول أخرى حتى الكبرى منها، كل هم هذه الدول وحتى إعلامها هو الكذب واللعب على وتر «حقوق الإنسان التي لم يثبت صحتها».
- في هذه الأثناء وأنا في المركز الصحي أرسل لي بندر الورثان المشرف على المقالات بأسلوبه المهذب قائلا: «مساء الورد، تقبل الله، وأنتظر جديدكم سيدي». رددت: «قاعد أكتبه على إيقاع المرض». عنوانه: «الكتابة على إيقاع المرض».
- ناداني الممرض وأخذ الضغط والسكر والوزن قائلا لي إن كل شيء سليم ثم دخلت على الطبيبة السودانية، شرحت لها ما أصابني من بحة في الصوت وإنهاك وإرهاق، لم تكشف علي وإنما قالت إن مافيك واضح وبسبب تغير الجو ويذهب مع الوقت ولاتحتاج أية أدوية، قلت لها إنني آخذ الآن مطهر للحلق، قالت: «تستطيع الاكتفاء بذلك»، واكتفيت بذلك. ذهبت كعادتي إلى «لوبي» فندق، أكملت المقال ثم أرسلته إلى ذلك المهذب.
- نهاية نعلَّلُ بالدواءِ إِذا مَرِضْنا ص وهل يشفي من الموتِ الدواءُ؟، ونختارُ الطبيبَ، وهل طبيبٌ يؤخرُ ما يقدمهُ القضاءُ وما أنفاسُنا إِلا حسابٌ وما حركاتُنا إِلا فناءُ ابن نباته .
@karimalfaleh