صالحة العسيري


- مع استقبال الشهر الفضيل هناك عادات رمضانية في كل منها ما تتجدد ومنها ما تختفي ..!!
يستقبل السعوديون كغيرهم من الشعوب الإسلامية شهر رمضان بعادات متجذرة في الأصالة ومتعطرة بنفحات الإيمان الذي يزكيه هذا الشهر الفضيل في نفوسهم، فتتزين مناطق المملكة بأجواء روحانية تنعكس سماتها على سمات الناس وحياتهم، ويحرص المجتمع على إحياء الشهر الفضيل بالكثير من العادات والتفاصيل، كالتراحم والتواصل الاجتماعي،وسط أجواء روحانية التي تتحلل بأبهى حللها وأنصعها ضياءً وإشراقًا، وتتخذ العادات الرمضانية من الأماكن طابعاً خاصاً تبقى أساس لأهالي أي منطقة وإن تغيرت الأزمنة!!
- هناك عادات ما زالت موجودة وأصيلة من زمن أجدادنا كتبادل التهاني مع التطور لا زالت تتجدد، وهناك ما اختفت بينما قديماً كانت البساطة هي عنوانهم، من عادتنا قديماً كانت الأطباق تنتقل من باب الى باب سابع جار قبل أذان المغرب وقت الإفطار والسحور، وكانت الزيارات مستمرة وكانت العلاقات قوية لكنها حالياً أصبحت قليلة جداً.
- فك الريق: عادة اجتماعية تشمل المملكة بأكملها، وتعني تناول الصائم الرطب أو التمر، ثم الماء، ثم يختلف الناس بعدها، فمنهم من يفضّل الذهاب للصلاة قبل تناول وجبة الإفطار، ومنهم من يفضّل الصلاة بعده، الصائمون يحرصون على الاهتمام بالمساجد، بتنظيفها وترتيبها وتعطيرها، حيث يتم تجديد الحصر والسجاد منذ أواخر أيام شهر شعبان، وذلك لحرص شعب مالي على أداء الصلوات كاملة بالمسجد خلال رمضان. يتنافس المسلمون في الصدقات للمساكين والفقراء والغرباء. المنازل في رمضان لا تخلو من الصلاة وتلاوة القرآن الكريم واستشعار صلاة التراويح والقيام بروحانية عميقة.
دورية الفطور عادةٌ رمضانية اجتماعية توضح أواصر التكافل الاجتماعي، إذ تتولّى البيوت تنظيم إفطار جماعيّ يجتمع فيها عدد من الأسر وتتوسع بتوزيعها على الأسر المحتاجة والمساجد والمخيمات والتطوع فيها يعد عملاً تطوعياً إيجابياً، وهناك عادات جميلة نتمنى أنها تستمر لكن بمرور الأزمان أصبحت تتقلص بعضها لكن ما زالت محافظة على أصالتها.
- في الختام: الحمد الله لِما مضى وأهلاً بالقادم، البساطة أساس الجمال لا ننسى ذلك علينا أن نربي أبنائنا على عادتنا وتقاليدنا والتعرف عليها وعلينا أن نجعلهم يتعايشون ذلك ويستشعرونها حتى تبقى متوارثة بين الأجيال وتزداد وتزدهر في كل مرة.
- الحمد الله على جمالية النعمة هي عادات تدعونا للتسامح والبر وصلة الرحم والتأمل والإيثار والتضحية تعلمنا الأخلاقيات التي حرص عليها ديننا الحنيف، فلنحافظ على عادتنا الجميلة وعلى أصالتها وبساطتها.
من محطة عادات مجتمعية أصيلة أحدثكم .. قلمي
@Sa_Alaseri