فهد الخالدي


- تحرص المنظمات ليس على ضبط المواعيد والأوقات فحسب، بل على إكساب منسوبيها مهارة إدارة الوقت بحيث يحسن توظيفه لتحقيق أهداف المنظمة باعتباره مدخلا أساسيا من مدخلات الإنتاج، وباعتبار ضبطه وإدارته من معايير الجودة التي لا غنى عنها، بل إن التفريط فيها يؤدي إلى نتائج سلبية على جودة المخرجات، وعلى علاقة المنظمة بغيرها، وبالمستفيدين الداخلي والخارجي، بل ربما يعصف بمصير المؤسسة بأجمعها، ولذلك فإن هذه المنظمات تحرص على تنفيذ البرامج التدريبية التي تعمل من خلالها على تنمية هذه المهارة لدى منسوبيها، ومع ذلك فإن الحقائق تقول إن هذه الثقافة ما زالت بحاجة إلى المزيد من العمل على تعميقها ونشرها.
- ما زال كثيرون معجبين بالثقافة المضادة لهذه الثقافة ألا وهي «إضاعة الوقت».. لهؤلاء نحتاج أن نكرر أنه بدون إدارة الوقت الإدارة المناسبة فإن كثيرا من جهودنا تضيع هباء.. فالوقت كما قيل كالسيف إذا لم تقطعه قطعك.. وكثير من الأمور لن نفلح ولن نحقق نتائجها إذا لم تؤد في الوقت المناسب، حتى وإن اجتهدنا بعد ذلك.. المشكلة أحيانا أن الذين يضيعون الوقت لا يكونون مدركين أنهم يفعلون ذلك، وهذه مشكلة يصدق فيها القول «إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم».. قال لي مشرف تربوي صديق إنه ناقش معلما في تأخره عن الدخول في أحد الفصول لإعطاء الدرس، حيث قال المعلم إنه تأخر دقيقتين، ولكن زميلنا المشرف حاول أن يقنعه أنه تأخر ساعة كاملة.. لأن كل طالب في الفصل وكان عددهم ثلاثين طالبا قد فاتته دقيقتان فيكون مجموع ما ضاع من وقت الطلاب ستين دقيقة.. ولعل زميلنا كان مصيبا.. لو أننا فكرنا باحتساب الوقت بهذه الطريقة لحققنا نتائج أفضل من غير شك.. ويرتبط بإدارة الوقت الالتزام بالمواعيد، وكلنا نعرف أن من صفات المنافق «إذا وعد أخلف»، ومع ذلك فليسأل كل منا نفسه: هل اعتدت أن أفي بالمواعيد؟ كم مرة أخلفت الوعد وهل كان ذلك بسبب معقول؟.
-نحن لا نختلف في أهمية الوقت والمحافظة عليه.. ولا في أهمية الالتزام بالوعد، وأثر ذلك في احترام الذات واحترام الآخرين.. الوقت أثمن مما نتصور، ويكفي أنه إذا ذهب لا يعود.. وإذا فقد لا يعوض.. وصدق الشاعر الذي يقول: دقات قلب المرء قائلة له.. إن الحياة دقائق وثوان.
@Fahad_otaish