احتفلت المملكة بيوم المسؤولية الاجتماعية والذي تم اعتماده في «الثالث والعشرون» من شهر مارس من كل عام، وذلك امتداداً لحرص ودعم القيادة الرشيدة المستمر واللا محدود للتنمية الاجتماعية للشركات الوطن، وحرصهم على تفعيل المسؤولية الاجتماعية للشركات لكي تضاهي بممارستها وبرامجها وإسهاماتها المجتمعية أفضل الممارسات العالمية، وفي هذا المقال سأتطرق لدور الشركات والإعلام والأفراد في تطوير المسؤولية الاجتماعية.
من الصعب حصر معنى المسؤولية الاجتماعية في كلمات محددة، وكوجهة نظر شخصية أرى أن المسؤولية الاجتماعية هي واجب وطني وأخلاقي وشرف لكل من يقوم به، ويعتبر عنصر تنمية لا يمكن الاستغناء عنه، ولذلك نرى وجود جانب المسؤولية الاجتماعية في كثير من عناصر ومحاور رؤية المملكة بشكل مباشر وغير مباشر، مما يدل على حرص المملكة على التطوير المستمر لهذا المفهوم.
في المملكة نرى دورا فعالا وكبيرا لمنشآت القطاع الخاص نحو المسؤولية الاجتماعية، ومن أهمها تقديم المساهمات لتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، وفي هذا الجانب علينا أن نُشيد بالدور التكاملي والتشاركي بين المنشآت ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي أطلقت العديد من المبادرات المستهدفة لتعزيز قيام منشآت القطاع الخاص بمسؤوليتها الاجتماعية، ومن أبرزها إطلاق المنصة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية، والتي من خلالها اتفق جميع الأطراف على منهج واضح في التعامل مع هذا التوجه الاستراتيجي لخلق أثر مستدام لتنمية المجتمع والاقتصاد في كافة التوجهات الداخلية والخارجية، وكوجهة نظر شخصية أرى أن العائد المردود على القطاع الخاص من خلال تبني برامج المسؤولية الاجتماعية كبير، فمن خلاله نجد اندماجا كبيرا للقطاع الخاص مع المجتمع، مما ينتج من ذلك تفاعل وانجذاب لمنشآت القطاع الخاص بشكل مباشر وغير مباشر.
فيما يخص دور الإعلام؛ يعتبر الإعلام أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في المجتمعات وتشكل ثقافتها وتوجهاتها، ونجد أن للإعلام دور مهم وحيوي في تطوير المسؤولية الاجتماعية في المملكة، وذلك من خلال إبراز القيمة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية وتكريس مفاهيمها لدى المجتمع، وكذلك تسليط الضوء على جميع البرامج والأنشطة المميزة لإبرازها، ويعتبر الإعلام من أهم الأذرع لنشر المعرفة والوعي بقضايا المسؤولية الاجتماعية، ومن خلاله يتم تشجيع المجتمع على المشاركة والتفكير في القضايا الاجتماعية المختلفة وتحفيزه على تبني المبادرات المتنوعة، وبشكل مبسط يعتبر الإعلام منبرًا لتبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التفاهم والتعاون لتحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية، مما يساهم ذلك في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتنمية مستدامة للجميع.
أما بالنسبة لدور الأفراد في المسؤولية الاجتماعية، فأول ما يمكن للفرد القيام به في المسؤولية الاجتماعية هو مسؤوليته تجاه نفسه، ومن ثم مسؤوليته في تعزيز ونشر الوعي في المجتمع، وكمختص في الموارد البشرية أرى أن من أهم أدوار الأفراد في المسؤولية الاجتماعية يتمثل في نشر ونقل العلم النافع لزيادة الوعي والتراكم المعرفي في المجتمع، وهذا الدور عظيم جداً في بناء منظومة اجتماعية مميزة، ولذلك نرى حرص كبير في تشجيع العمل التطوعي في المملكة، فكل وقت يقضيه الأفراد في العمل التطوعي سيكون أثره على المجتمع أضعاف المستهدف منه، وهذا الأمر ينعكس على صلاح حياة الأفراد والأجيال وتقدمهم اجتماعياً وتعليمياً.
ختاماً؛ بمناسبة هذا اليوم في المملكة، أتقدم بجزيل الشكر لجميع الجهات التي ساهمت في زيادة ورفع الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وعلى رأسها قائدة المنظومة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وأتقدم بجزيل الشكر لجميع وسائل الإعلام التي حرصت على ابراز الأنشطة والمبادرات الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية، وأيضاً أشكر أفراد المجتمع السعودي على دورهم المميز والواضح في ترسيخ هذا المفهوم وتبنيه بشكل أكبر.
@Khaled_Bn_Moh