صدق أرثر شوبنهاور عندما قال (في الحياة أمامك خياران أما أن تملأ الدنيا ضجيجا دون عمل أو أن تملأ أثرا بلا ضجيج) من هنا أستحق العطاء أن يكون قيمة وفضيلة وخلقا ونبلا فهو يبقي الأثر ويصنع التأثير فيكون العطاء أبقى وأشمل لأنه صنع نسيجا اجتماعيا متكاملا ومتألفا وهذا هو الأثر الذي يحرك الجميع. الذي تقوم حياته على مبدأ العطاء سينشر حب الحياة والسعادة والتضحية والإيثار والنبل وهذه القيم ستكون الفضائل التي تجمع ما يرضي الله ثم يرضي الناس. العطاء الحقيقي مشاركة بالفكر والمشاعر والتعابير، مشاركة في التعليم والتدريب والتطوير وتقديم الخدمة المجتمعية ومساعدة الآخرين وقضاء حوائج الناس والكلمة الطيبة وتقدير الشعور والثناء على الفعل الجيد، أو الدلالة على الخير أو نشر المعرفة أو حتى كف الأذى. العطاء في أفكارك واجتهادك وإنسانيتك وكل مساهمة مادية وكل خير تقدمه فالعطاء ليس مساهمة مالية أو مادية وهو (أسمى من كل شيئا). أجمل ما في العطاء أن لا يقابله مقايضة أو مساومة ولا طلب بديل ولا تبادل منفعة ولا بذل مشروط أو إحسان يتبعه أذى أو معروفا يتبعه معايرة. كل عطاء مشروط لا يحقق القيمة النبيلة والحقيقية للعطاء سيجعل العطاء زهيدا ولا قيمة له. الجميع يريد التقدير والشعور بالامتنان تجاه ما يقدمه من عطاء، لكن إذا لم يحدث ذلك لا يجب أن يصيبنا ذلك بالإحباط والنفور والضيق فالأنفس البشرية تختلف في تقديرها وتعاملها وحتى في إحساسها بما يقدم لها فهي تختلف وتتفاوت ولا تتساوى. في المجمل الجميع يحتاج للعطاء والتقدير الذي يزيد طاقاتنا الإيجابية ويشحذ الهمم ويساعد ويخلق الصفاء والمحبة والاحترام ويعزز القيم ويجعل التقدير متبادلا قائما على الود. لا تبالغ في عطائك حتى لا تستغل ولا تجعل الجحود يصيبك بصدمة بمشاعرك فالقيم النبيلة لا يؤثر فيها مثل هذه السلوكيات. سوف تتسع ثقافة العطاء عندما ندرك أننا شركاء في هذا المجتمع ونتشارك في الأجر وندرك أن لذته تكمن في أثره وتأثيره الذي يجعل العطاء لا يفنى. أجعل العطاء سلوكا وهدفا مع نفسك وفي بيتك ومع أسرتك وفي محيطك وفي الحي الذي تسكنه وفي عملك وفي كل جوانب حياتك. هناك بشر همهم خلق الفرح بحياة الآخرين وهناك بشر يبهجهم هذا الفرح فيكون هو المكافأة لهم. العطاء باستمتاع سيجعلك تعيش لذة عطائك وتحقق الأثر الذي يغير حياتك.
samialjasim1
samialjasim1