الهدر في استخدام الموارد الطبيعة، والتهاون في استخدام الوسائل المستدامة في الإنتاج والاستهلاك يسبب أضرارا بليغة لمناخ الأرض، ويؤثر على التنوع البيولوجي، ويؤدي إلى تغيرات «دراماتيكية» في الطبيعة، ويزيد من احتمالات التلوث البيئي، أضف إلى ذلك، أنه حتما سيؤثر على وفرة الإنتاج الغذائي في العالم للجيل الحالي والأجيال القادمة.
يوافق يوم 30 مارس الحالي «اليوم الدولي للقضاء على الهدر» والمقصود من هذا اليوم هو تعزيز وتوعية الإنسان بأنماط الاستهلاك المقنن والمتزن، والتذكير بالإنتاج المستدام، ونشر الثقافة والوعي لدى المجتمع نحو التدوير النفايات بشتى أنواعها. وأيضا إذكاء الوعي بشأن المحافظة على الموارد الطبيعية من الاستخدام الجائر، والتوعية بالترشيد في استخدام الطاقة والمياه.
وبما أننا في شهر رمضان المبارك، فيكثر فيه وللأسف الهدر الغذائي، والذي يفترض فيه أن يكون أقل استهلاكا للطعام والشراب، ولكن يبدو أنها تراكمات زمنية ووفرة للنعم، وكلما طال العهد زادت كميات الطعام التي تُستهلك عن الأعوام التي قبلها! والأمر الآخر الذي يفترض أن يحثنا على عدم التهاون في الهدر الغذائي، هي أن النعمة التي نعيشها حاليا لم تكن متوفرة في أجيال سابقة من آباءنا وأجدادنا. وبحسب واس «02 رمضان 1445 هـ - الموافق 12 مارس 2024م» فقد نقلت خبرا عن موضوع الهدر الغذائي بعنوان: «خبراء البيئة: شهر رمضان يشهد زيادة في معدلات هدر الطعام سنويًا، ونصيب الفرد يتجاوز 184 كيلوجرامًا» وأعتقد أن ظاهرة - كثرة الطعام والشراب في رمضان -، آن لها أن تتغير وتتحسن إلى الأفضل بالتوعية والأنظمة الحازمة والحوافز».
وأما على مستوى العالم في قضية الهدر بشكل عام، فهناك أرقام كثيرة صادمة، وهي تخاطبنا بصوت مخيف ومجلجل. وهيئة الأمم تؤكد ذلك بقولها:« تولد الأسر المعيشية والأعمال التجارية الصغيرة ومقدمو الخدمات العامة ما بين 2.1 بليون و2.3 بليون طن من النفايات البلدية الصلبة كل عام – بدءا من التعبئة والتغليف والمعدات الكهربائية والإلكترونية ووصولا إلى المواد البلاستيكية والمواد الغذائية. ومع ذلك، فإن خدمات إدارة النفايات في جميع أنحاء العالم غير مجهزة للتعامل مع هذا الوضع، حيث يفتقر 2.7 بليون شخص إلى إمكانية الوصول إلى جمع النفايات الصلبة، ولا يُدار سوى»61-62» % من النفايات البلدية الصلبة في مرافق خاضعة للرقابة. ويجب على البشرية اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة النفايات».
ومسألة التدوير هي جدا مهمة في العصر الحالي من أجل حفظ الموارد، وأرى أنه ممكن للشركات الخاصة «المتوسطة والصغيرة» أن تتهم بجمع المواد القابلة للتدوير من المنازل «كما فعلنا مع فكرة توصيل الطلبات» بحيث يكون هناك مندوبون أو «مناديب» يأتون إلى المنازل والشركات والمؤسسات لجمع تلك المواد «البلاستيك والخشب والحديد وألمنيوم وغيرها». وكذلك مناديب لجمع الطعام من أجل تدويره إلى أسمدة، وهذه الأفكار والاقتراحات من المهم أن تتحول إلى عمل ربحي مهني للطرفين «العميل والقطاع الخاص». وقد تكون على شكل تجميع نقاط «بدلا من دفع أموال للعميل» أو على شكل خدمات وخصومات للمواطن باستخدام التطبيقات الحديثة. والحقيقة أنه لا يهم حاليا الآلية، لكن المهم هو تطبيق الفكرة، والباقي يعد تفاصيل. ولعل الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص تتبناها، وتقوم بدراسة جدوى لمثل هذه الأفكار.
والواقع أن الهدر لن يتوقف!! ما لم يكن هناك وعي وعوائد وحوافز للأفراد، وكذلك تسهيلات للقطاع الخاص، وبالإضافة إلى تحفيز التنافس بين الشركات في هذا المجال.
@abdullaghannam