صالح الشمراني


سبق وتطرقت بمقال سابق لرئاسة النصر، وفي هذه الزاوية تحديداً امتدحت الإعلامي مسلي آل معمر كزميل مهنة صال وجال في أروقة صاحبة الجلالة، واستطاع أن يصنع له اسماً لامعاً في الساحة الإعلامية المقروءة والمسموعة، بقلم وصوت مؤثر خدم به فريقه كثيراً، ورياضتنا السعودية في بعض الأحيان، لكنني عرجت أن الأمر حينما يتعلق بكيان يمثل أحد أركان رياضتنا الأربعة، فإن النظرة تختلف، ويصبح من الصعوبة أن يدير إعلاميُ نادياً كالنصر، أو حتى بعض فرق المنتصف، فالخبرات المطلوبة هنا تحتاج فكراً اقتصادياً أولاً وعاشراً، وليس إعلامياً محضاً، مع مراعاة أن الأندية الكبيرة أيضاً تتطلب علاقات اجتماعية واسعة النطاق، مادمنا نتحدث عن رياضة لم يتم خصخصتها تماماً، وإن باتت تخطوا سراعاً في هذا الطريق بفضل الرؤية السديدة.

وبما أن الحديث عن النصر، وفكر النصر، وإعلام النصر، وطبيعة جمهور النصر، وتركيبة النصر ببياناته ونهجه وأسلوبه الحالي، الذي استغرب أنه ومنذ زمن مضى لم يستوعب بين أروقة إداراته مواهب منه وفيه، وكمثال لا حصر، القدير محيسن الجمعان الذي لن يكن بأقل ممن يعملون بالأندية الأخرى، وبما أن ناديهم مازال يعيش بهذا الفكر الذي يعتقدوا أنه الملائم له لتحقيق أهدافه وطموحاته، لذا فلربما يكن الأنسب لقيادته من كرسي رئاسته في هذه المرحلة ـ إن استقال الرئيس ـ شخصية تناسب (نهجهم) الذي يعيشه الفريق إعلاماً وجمهوراً أثر على بعض لاعبيهم، ومن الشخصيات تلك، ذلك النصراوي الذي يوزع مئات المراكب الفخمة، ليلاً مع النهار، هنا وهناك، ليتجاوز بمتابعيه أكثر أندية دورينا، وحينما يغدي أو يروح فمحاط بورود وهتافات منحته أمام كل الشاشات زوداً في المكانة والجاه، جعلته مستمراً في إقامة المسابقات التي تجاوزت بقيمة جوائزها بعض أعتى القنوات المتخصصة في هذا المجال، مما يوحي للمتابع البسيط أن هذا هو جو النصر المعتاد في تشجيعه أو من ناحية تعاطي إعلامه لبطولاته من ناحية الكم والكيف، وكيف يحاول تحقيقها الآن من خلال أغلى لاعبي العالم، بأموال تمطر عليهم بكرم المحبين، وبكل تأكيد لا يحب أحدهم أن يتوقف ذلك الفكر، حتى وإن لم يصنع لهم إلى الآن بطولات تواكب ذلك الدعم، لذا فوجود بطل السوشل ميديا (غازي الذيابي) _وإياه أعني _ قد يكون ملائماً للفكر النصراوي الحالي، المختلف طبعاً عن فكر إدارات عبدالرحمن بن سعود التاريخية، وفيصل بن عبدالرحمن التي ترشح وقتها للعالمية، ومرحلة فيصل بن تركي الذهبية، لكن لكل زمان فكر، ولكل فكر أدواته، وإعلام النصر ومشجعوه صار أكثرهم يحبذ هذا الفكر الجديد، حتى وإن لم يجلب كماًً من البطولات تليق بتاريخهم، فضلاً عن الكيف.

وريثما يتغيّر فكر النصر إعلاماً ومدرجاً ـ مع عدم انتقاص لفكرهم الحالي ـ فإنه بالإمكان استبدال رئيس برئيس وفق الفكر الذي يفضلوه نهجاً لهم، يسير بهم نحو البقاء ككيان كبير على خارطة الكرة السعودية لا ينحني إلا احتراماً وتقديراً للمنصات، حين التتويج بالذهب الذي لم يكن يشبع فيه ماجد ومحيسن والهريفي وسالم مروان ويوسف خميس.
توقيعي /

ما أقسى من الوقت إلا عد الثواني، تنتظر فيها قدوم غاليك.