محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:


أيام ويحل علينا عيد الفطر، حيث تتجلى فرحة الأسر والمجتمعات بالتجمع وتبادل التهاني والاحتفالات.
وهنا يجب علينا أن نتذكر أن هناك الأيتام وهناك ممن هم داخل الأسوار وهناك ممن لديهم ظروف اجتماعية حالة دون الاحتفال مع أبنائهم في العيد أو غيرهم الكثير ممن لديهم ظروف مختلفة، لا تمكنهم من الاحتفال مع أبنائهم في هذه المناسبة السعيدة.
ولا شك أن عيد الفطر هو فرصة للفرح والسرور، وليس للتباهي والمظاهر الخارجية، يجب أن نحترم الأوضاع المادية للأسر وظروفهم الاجتماعية ونتجنب إحراجهم في هذا اليوم المبارك، فالأب والأم يتمنيان أن يجعلا أبناءهما سعداء، ولكن القدرات المحدودة والظروف قد تحول دون ذلك.
فينبغي علينا أن نتجنب التصوير والتباهي بالهدايا والملابس الفخمة والمجوهرات والسفر والمأكولات المتنوعة وغيرها من مظاهر البذخ ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة، فمثل هذه الأمور قد تكون غير متاحة للكثير من الأسر التي تعاني من ضعف الإمكانات المادية، وهذا يضع الآباء والأمهات في مواقف محرجة أمام أطفالهم، وقد يؤثر على تصورهم لمعنى السعادة في العيد.
من المهم أن نتذكر أن العيد ليس مجرد مظاهر خارجية وبذخ مادي، بل هو أيضًا فرصة للتضامن والعطاء والعناية بالآخرين، ينبغي أن يكون للعيد روحٌ إنسانية تتجاوز المظاهر السطحية وتركز على المحبة والعطاء والتواصل الإيجابي والتعاطف.
ولنتذكر إن تعزيز روح المحبة والتعاون في عيد الفطر هو أمر يسهم في بناء مجتمع أكثر تضامنًا واحترامًا للآخرين، لذا، دعونا نتجاوز الاستعراض والتصوير ونركز على القيم الحقيقية للعيد، مثل العائلة والصداقة والمحبة ورسم السعادة والفرح.
في النهاية، يمكن لكل شخص أن يحتفل بالعيد بالطريقة التي يراها مناسبة وتناسب إمكانياته وقيمه الشخصية، دون الحاجة إلى التباهي أو إحراج الآخرين.
وبدلاً من إحساسهم بالإحراج أمام أبنائهم يمكننا أن نقدم لهم الدعم والمساعدة بطرق مختلفة، يمكننا مشاركة الفرحة معهم من خلال تبادل التهاني والتمنيات الصادقة، كما يمكننا البحث عن طرق أخرى للمساهمة في سعادتهم، مثل تقديم الهدايا البسيطة والمعنوية، أو دعوتهم لتناول وجبة معنا، أو القيام بأعمال تطوعية لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم.
خاتمة:
العيد هو وقت للتضامن والتراحم، وبالتعاون معًا يمكننا جعله مناسبة سعيدة للجميع، بغض النظر عن اختلاف الظروف والإمكانات.
@alsyfean