سالم اليامي يكتب:


مهما امتد العمر بالانسان تبقى لديه حجرات في الذاكرة لايمكن ان يقربها النسيان من ذلك أيام القرقيعان التي تبدأ قبل بداية موسم القرقيعان باتخاذ الخرايط للاطفال أو تشترى من السوق والخرايط ما كنا نسميها عبارة عن كيس مستطيل من القماش لا يقل طوله عن ثلاثين سانتي متر ولا يقل عرضه عن عشرين سنتي متر ويكون مفتوح من جهة واحدة .
كل بيوت الحارة والحارات المجاورة تستعد بشراء كمية مناسبة من القرقيعان الذي يملأ الأسواق وكانت العادة ان يوضع القرقيعان في وعاء من الخوص المعمل على شكل صحن له عمق قليل ومستدير يسمى المنسف، وكانت حصة كل طفل من القرقيعان ما يوازي قبضة يد المرأة التي بالعادة توزع القرقيعان على الاطفال المتجمهرين أمام باب منزلها، بعض السيدات تفتح الباب وتطلب من الاطفال ان يرفعوا صوتهم بما يرددونه من اهازيج وتذهب تحضر نصيبهم من القرقيعان وفي هذه الفترة يجتهد الصغار في رفع أصواتهم باهازيج القرقيعان.
البعض الآخر لا يقدمون للاطفال ماتيسر من القرقيعان إلا بعد أ يردد الأطفال مقطع يحفظونه عن ظهر قلب يذكر فيه اسم ابن السيدة التي ستمنحهم القرقيعان. من القصص التي لا انساها ان كان في طرف الحارة عائلة صومالية وحدث ان اصطف الاطفال أمام منزلهم يقرقعون فخرج والدهم وأخبر الاطفال انه لايوجد لديهم شيئ، فاصبح الاطفال في ذلك الموسم ينبهون بعضهم بان لا يقرقعون عند بيت الصومالي، وفي الموسم الذي تلاه كان الاطفال قد فهموا ان العائلة الصومالية لا تعرف هذا الموضوع فكانوا يتجاوزون منزلهم بشكل اتوماتيكي إلى المنزل الذي يليه وفي عصر اليوم الثاني أو الثالث من بداية القرقيعان وقف الجار الصومالي وزوجته عند باب منزلهم من الخارج وقد وضعوا إناء معدني كبير من المعدن ملئ بالقرقيعان على طاولة وراحوا يدعون الاطفال للحصول على القرقيعان الذي كانوا يوزعونه بسخاء.
اجمل ذكريات قرقيعان عندي كانت في مدينة جنيف في سويسرا حيث فا جئنا دبلوماسي من دولة خليجية بدعوة لحفل قرقيعان وكان قد اعد خراطة جميلة باسم كل مدعو.
@salemalyami