هذه السلعة الموسمية في أزمة على ما يبدو، اذكر قبل عامين في مثل هذا الوقت من الموسم الرمضاني، كتبت «غلاء الشوكولاتة يغير نمط شرائها»، فقد بات الناس يبحثون عن البديل الأرخص ذو النكهة والطعم الجيد، وصار لدينا الكثير ممن يتعاملون مع مصانع الشوكولاة بالخارج ويقومون باستيرادها بأسعار أقل تكلفة من «البراندات العالمية» التي تشهد مستوى غير مسبوق في الأسعار بالإضافة إلى البدائل، حتى أنه أصبح أمرا رائجا في ظل المقاطعة العالمية التي تجتاح الأسواق.
وها هو اليوم بالموسم الرمضاني هذا العام ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، يعاد الحديث عن هذه السلعة ومنتجها الأساسي «الكاكاو» الذي يشهد ارتفاع مضاعف في سعره مسببا أزمة بحسب وكالة «بلومبرغ». بعد أن واصلت أسعار الكاكاو ارتفاعها لتتجاوز 10 آلاف دولار للطن، في ظل ضعف المحاصيل في غرب إفريقيا، والذي قد يؤدي إلى تسجيل ثالث عجز سنوي في المعروض العالمي، ويعزز تكلفة الشوكولاتة هذا العام. وعلى الرغم من أن الارتفاع الحاد في الأسعار في عالم السلع الغذائية يعتبر حدثا نادرا بحسب الوكالة، للأسف هذا ما يحدث في سوق الكاكاو.
شهد العام الماضي ارتفاعا في أسعار الكاكاو في نيويورك بأكثر من 200%، وواصلت هذا الارتفاع لتصل لنسبة 97% منذ بداية 2024، وقد تضاعفت أسعار الكاكاو في 2023، مدفوعة بضعف المحاصيل في ساحل العاج وغانا، المنتجين الرئيسيين، وتدافع شركات التصنيع للحصول على حبوب الكاكاو، ولكنها كانت تشهد طفرة في ارتفاع الأسعار منذ العام 2022. وترتبط الزيادة القياسية في أسعار حبوب الكاكاو بعدة عوامل أدت لانخفاض محاصيلها من أهمها الجفاف، وتغيرات المناخ، وقد ظلت أسعار هذه الحبوب المهمة لصناعة حلوى الشوكولاتة طوال 40 عاما، تحت مستوى 3.5 آلاف دولار للطن، لكنها الآن تتجاوز 6 آلاف دولار.
وبحسب وكالة بلومبرغ، فإن بعض الحلويات ذات المستوى المتدني أو الخالية من الشوكولاتة تماما أخذت تظهر بشكل متزايد على أرفف المتاجر في الدول الغربية بسبب ارتفاع أسعار حبوب الكاكاو. كما طرحت شركة في المملكة المتحدة لوح شوكولاتة بنكهة البندق يزن أقل بمقدار الثلثين بالمقارنة مع العلامات التجارية الأخرى التي تنتجها الشركة، في المقابل بدأت الشركات بزيادة عدد المنتجات التي تحتوي على الكراميل وزبدة الفول السوداني كبديل للشوكولاتة.
تلك الحيل الجيدة للتغلب على النكهة المحبوبة لا تجعل الأمر ينجح دائما، بالمقارنة فإن هناك أخبارا مصرية تتحدث عن إمكانية زراعة الكاكاو في أراضيها بالذات في أسوان والأقصر لتشابه مناخها مع مناخ دول غرب أفريقيا موطن الكاكاو والتي تعاني من مشاكل هذه السنوات تجعل المحاصيل ضعيفة، لذا، فإنها فرصة سانحة للاستثمار العربي النوعي في مثل هذه المشاريع الزراعية الربحية في مصر أو الدول العربية الأفريقية المشابهة للمناخ موطن الكاكاو في غرب افريقيا، إذا كان هناك أي فرصة لذلك ستكون مربحة، فمنتج الكاكاو من أكثر السلع الثانوية المطلوبة عالمياً .
@hana_maki00