د. شلاش الضبعان يكتب:


رأيت رؤيا أن ليلة القدر هي ليلة 23 من رمضان!، يتكرر هذا الطرح كل رمضان فنكرر الكتابة والتحذير، لأن تحديد ما لم يحدده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشكلة، وتوجيه الناس لقيام ليلة محددة مما يزهد في قيام الباقي مشكلة أخرى، وطلب الشهرة على حساب شعيرة دينية مشكلة أكبر، لا مشكلة مع الرؤى فمن بداية تواجد البشرية وهي ترى وتعبر الرؤى، وجاءت في القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولا زالت الناس ترى ويقع ما ترى، ولكن المشكلة: من وماذا رأى؟ ومن عبّر ونقل؟!
يبتلى المجتمع بطلاب شهرة يبحثون عن المتابعين حتى ولو بالكذب، وبكسالى يريدون تحويل عبادتهم لربهم إلى وجبات سريعة يختصرونها في أقل وقت وبأيسر الطرق ثم ينصرفون باقي الأيام لنقيض ما قدموه!
وهناك حلقة وصل بين هؤلاء وأولئك، مخلصون في الطريق الخطأ ينشرون كل ما يصل لجوالاتهم أو يجدوه في مواقع التواصل الاجتماعي، بحثاً عن الأجر والثواب، أو تورعاً عن كتم ما يظنوه علماً يجب ألا يكتم خصوصاً عندما يسمع أحدهم أو يقرأ «لا أحلل أي شخص تتوقف عنده هذه الرسالة فيحرم إخوانه من الفضل، مع أن خوفه الأكبر كان الواجب أن يكون من نشر هذه الرسالة والترويج للكذب!
هؤلاء يساهمون -علموا أم لم يعلموا- في الترويج لمن لا يستحق، وصرف الآخرين عن اغتنام ليالي العشر، فمن ركز على ليلة تواترت الرؤى المزعومة بكونها ليلة القدر لن يعطي باقي الليالي حقها، وإن جاءها لن يأتيها بنفس دافعية من أتاها وهو يعتقد أن كل ليلة يقومها هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلا يُضيع ليلة من ليالي العشر بما لا يليق، ومثل هؤلاء من ينشغل بالعلامات ويكون دوره فقط تصوير الشمس كل صباح ليثبت أن الليلة الماضية كانت ليلة القدر، مع أن الأذكياء ذهبوا بالفضل وتركوا له التأكيد.
بالمختصر المفيد لسنا أعلم من نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان) ولم يحدد ليلة بعينها رغم أنه كان قادراً على ذلك!
ومن قام العشر الأواخر من رمضان وهي ليال قليلة العدد عظيمة القدر، سيقوم ليلة القدر بحول الله ويزيد، اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر، وارحم من سبقونا إليك.
@shlash2020